Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

بانتظار إصلاح اتفاقية أوباما مع إيران

A A
تدور محاولات، خلف الكواليس الدولية، لإقناع أميركا دونالد ترمب بالعودة الى مائدة مفاوضات مع إيران لتجديد اتفاقية الحد من النشاط الإيراني النووي. والمؤسف أن هذه المحاولات تتجنب إشراك أي من الدول الخليجية أو مجلس التعاون الخليجي فيها بالرغم عن أن المتضرر الرئيسي من مغامرات نظام طهران هو دول الخليج منفردة ومجتمعة، حيث إن الخليج هو الهدف الأول للأطماع الفارسية التي تتقمص نظام الملالي في طهران وطموحاته الطائفية، ورغماً عن أن ما يدور على السطح السياسي يؤشر الى عدم رغبة إيران في تقديم (تنازلات) ترضي واشنطن، إلا أنها ترسل رسائل مضللة عبر الإيحاء بتقليص النشاط الإرهابي والعدواني للمليشيات العربية التابعة لها بما في ذلك حزب الله في لبنان الذي أخذ يركز جهوده على الداخل اللبناني بعيداً عن إسرائيل وتقليص عدد أفراد مليشياته المسلحة. كما أن هناك في العراق رسائل أخرى يسعى الإيرانيون الى الإيحاء للوسطاء أنها جزء من مسعى لتغيير سلوكهم استجابة للمطالب الأميركية، في حين أنها مجرد حركات تمثيلية خادعة لن تؤدي الى استقرار المنطقة ووقف التهديدات الإيرانية لأمنها.

الرسالة التي أكدتها قمم مكة الثلاث التي عقدت في مكة المكرمة استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين هي أن غالبية كبيرة من دول وشعوب العالمين العربي والإسلامي ترفض وتستنكر المحاولات الإيرانية لزعزعة استقرار العرب والمسلمين والسعي لفرض هيمنة طائفية فارسية على الآخرين.. ولا شك أن هذه الرسالة وصلت ولابد أن يتم التأكيد عليها عبر إجراءات المقاطعة التي تقودها أميركا هذه الأيام وأن تتواصل إدانة السلوك الإيراني التخريبي تجاه الخليج وباقي دول المنطقة حتى تقوم طهران بإصلاح مسيرتها.

الخطأ الذي ارتكبته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عند صياغتها، مع الإيرانيين، الاتفاق النووي كان تجاهلها، في ذلك الاتفاق، الأطماع الإيرانية وجهودها التخريبية ودعمها للإرهاب في المنطقة، واكتفت بالتركيز على وقف محدود لفترة زمنية قصيرة للنشاط النووي الإيراني،

واعتبر الحزب الديموقراطي الأميركي، الذي ينتمي اليه أوباما، واليسار الليبرالي العالمي الذي تبنى أوباما فكره وشعاراته، أن ذلك الاتفاق إنجاز يحسب لهم جميعاً. ورفضوا الالتفات الى ما كان ينبههم اليه الخليجيون من قصور في ذلك الاتفاق. وعندما جاء الحزب الجمهوري، بقيادة ترمب اليميني، الى الحكم وسعوا لتصحيح خطأ أوباما فيما يتعلق بهذا الاتفاق شن اليسار الأميركي والأوربي حملة مضادة لتأكيد أن خطأ أوباما هو الصح وأن تصحيح ترمب إنما هو مسعى للنيل من مصداقية وكفاءة الليبرالي العالمي الذي مثلته تصرفات وأخطاء إدارة أوباما وتحولت القضية الى معارك داخلية على الخليج أن يتنبه لها ولا ينخدع بشعاراتها. إذ لا يهتم أي فريق من المتعاركين في حرب أهلية أميركية سوى بالرغبة في الوصول الى الحكم في البلاد وإبعاد الآخرين عن صناعة القرار.

القمم التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أواخر رمضان في مكة المكرمة كان من ضمن أهدافها أن يتولى المستهدفون من الإرهاب الإيراني شأن أنفسهم ويتكاتفوا للدفاع عن قضيتهم، وأن يوصلوا صوتهم الى القوى الدولية المؤثرة في تطورات المنطقة، وعلى رأسها روسيا والصين، وإقناع الأوربيين والأميركيين أن موقفنا من أطماع إيران ينبع من الرغبة في الدفاع عن شعوبنا وحقها في العيش الآمن وليس لنا رغبة في الوقوف الى أي جانب سوى من يدعم مصالحنا.. ولهذا الهدف يسعى الساعون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store