Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تعددت الاستشارات والسيلُ واحدُ..

* لأول مرة تفعل إحدى شركات الهاتف المحمول خيرًا، بعد أن استبدلت لغة رسائلها -التي كانت تقض مضاجع المشتركين في الهزيع الأخير من الليل- من السلبية إلى الإيجابية، فهذه المرة ساهمت إلى حد كبير في تحذير

A A

* لأول مرة تفعل إحدى شركات الهاتف المحمول خيرًا، بعد أن استبدلت لغة رسائلها -التي كانت تقض مضاجع المشتركين في الهزيع الأخير من الليل- من السلبية إلى الإيجابية، فهذه المرة ساهمت إلى حد كبير في تحذير المواطنين من أخطار الأمطار والسيول، وحددت المواقع، وكذا الطرق الخطيرة التي تكتظ بمياه الأمطار، وذلك بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني. ولعلها أدركت بأنه لا أمل في حل هذه المشكلة من قِبل الأجهزة المناط بها الإصلاح، التي لم تستوعب دروس السنوات الماضية، ولذلك فضلت -إدارة الهاتف- أن تبقى على اتصال (بالإنسان) الضحية، الذي يدفع حياته ثمنًا للامبالاة التي تتبعها الأجهزة المعنية تلك، عبر الرسائل، تشعره، وتحذّره، حرصًا على سلامته، وسلامة أفراد أسرته.إنني على قناعة بأن الكتابة عن الأمطار والسيول التي عطّلت الحركة في مدينة جدة، وأصابتها بالشلل التام، تعدُّ جزءًا من العبث، واستهلاكًا غير ذي نفع، فأحداث الأربعاء الأسود الذي حال عليه الحول، لم تختزنه ذاكرة أولئك، وغَدَا (أربعاء فوشي) بكل قسوته، وآلامه، وضحاياه، وبقي الحال على ما هو عليه خاضعًا للدراسات واللمسات، وآراء اللجان الفنية والهندسية، إذ لابد -من وجهة نظرهم- من دراسة التربة لنتجاوز الكربة، ومعرفة اتجاهات الرياح، والسحب قبل عمل المصارف في الأنفاق، وفي الميادين العامة التي تحتضن المياه، وأمانة مدينة جدة التي لم يفتها تعيين (مهندس طائرات)، فاتها هذه المرة أن تعيّن (سبّاك)، أو أن تستعين بسبّاكين من شارع الأربعين لحل هذه المعضلة، ريثما تنتهي اللجان من دراساتها التي تستغرق عقدين، على اعتبار أنها حالة عاجلة.على كل حال، فإن هذه الخطوة التي تبنتها شركة الهاتف تلك، تعد خطوة إيجابية، وهي أجدى من وسائل الإعلام الأخرى، لأنها تتميز بالحضور في كل زمان ومكان، إذ لا يوجد لدى الإنسان ما هو أثمن من سلامته، وما يدعو للعجب أنه ومع هذا الإهمال وهذا التقصير، لازال البعض يصر على الخروج وسط هذه الأجواء المتقلّبة، معرّضين حياتهم للخطر، رغم المحاذير التي تذيعها إدارة الأرصاد الجوية، متجاهلين هشاشة المواقع الأسمنتية، وفخاخ الأنفاق البلاستيكية، وحفر الشوارع الأسفلتية، والأغرب كذلك أن يتذمر البعض من عدم إقلاع رحلاتهم الجوية، غير آبهين لسرعة الرياح والعواصف الرعدية، التي تهدد أمن وسلامة الطيران وتعرضهم للخطر، ويمتعض آخرون بسبب إغلاق مطاري جدة، والمدينة أمام الملاحة الجوية لعدة ساعات، ولقد رأينا كيف تسببت الثلوج في إلغاء 5000 رحلة جوية في المطارات الرئيسة الثلاثة في نيويورك، وكيف ظل ركاب 5 طائرات داخلها لمدة 11 ساعة، بسبب أن الأحوال الجوية السيئة حالت دون وصولهم إلى بوابات المطار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store