Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

سكوت المجتمع الدولي.. ساهم في سِعار إيران

A A
من المعلوم أن اتخاذ إجراءات فردية أو ثنائية لا يكفي لمواجهة التهديد الذي يواجه العالم كله، إذ إن التعاون والتنسيق الدوليين لهما أهمية بالغة وجوهرية، ويجب أن يكبح جماح الإرهاب على المستوى الدولي، كما أن هناك حاجة إلى اتباع نهج عالمي في هذا الشأن. والأمم المتحدة تفخر بأنها اضطلعت بدورٍ رائد في مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي باعتمادها في 9 ديسمبر 1994م الإعلان المتعلق بالتدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي، والذي أكد على أهمية التعاون في القضاء على الإرهاب، وجاء في عدة اتفاقيات، كان من ضمنها الاتفاقية المتعلقة بقمع العنف غير المشروع في المطارات التي تخدم الطيران المدني الدولي، واتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة البحرية، لكننا لم نجد تطبيقا على الواقع، فلماذا لم يتم تنفيذ تلك القرارات حينما أقدمت إيران على مهاجمة ناقلات النفط في مياه الخليج وبالقرب من مضيق هرمز؟! ومهاجمة مطارات المملكة عبر أذرعها «الحوثيون» في اليمن؟!.

أكثر ما فعله السيد (غوتيريش) الأمين العام للأمم المتحدة هو الإدانة بشدة، والدعوة إلى ضبط النفس وسط التوترات المتصاعدة، وأن التصعيد العسكري ليس هو الحل، وفعلت معه دول أخرى.

وأرى أنه موقف ضعيف من أمين عام هيئة؛ تفتقر إلى القوة في تنفيذ ما يصدر من قرارات، مع أن منظمة العفو الدولية أقرَّت بأن إطلاق الصواريخ البالستية من قِبَل المتمردين الحوثيين باتجاه المملكة تُشكِّل (جريمة حرب)، والأمم المتحدة تُدرك بأن إمكانيات المليشيات الحوثية الاقتصادية والعسكرية، والتشغيلية، لا تمكنها من الحصول على مثل هذه الصواريخ وغيرها من الأسلحة النوعية وتشغيلها، لولا تعاون إيران.

من هنا جاءت دعوة سمو الأمير «محمد بن سلمان» للمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من سلوك النظام الإيراني عقب استهدافه لناقلات النفط والمطارات المدنية، ولابد من أن يكون لدى المجتمع الدولي قدرة على القضاء على الإرهاب بكل الوسائل المتاحة، فالإدانات لوحدها لا تكفي أمام تلك الخروقات والصلف الإيراني.

إن تغاضي الأمم المتحدة عن تلك الخروقات، وعدم تنفيذها للقرارات الصادرة تجاه هذه الدولة المارقة شجَّعها على أن تتدخَّل في شؤون الدول الأخرى، ولاسيما جيرانها، وإمداد المليشيات الإرهابية بالمال والسلاح لزعزعة أمن واستقرار العالم بأكمله، وجعلها تظن بأنها دولة عظمى، وبالغت في هذا التوجُّه للدرجة التي دفعت بالمرشد الإيراني «خامنئي» إلى أن يرفض وساطة رئيس وزراء اليابان لتقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة قائلا: «بأن الرئيس ترامب لا يستحق تبادل الرسائل معه، وليس لدي أي جواب له ولا حتى في المستقبل». وأن يلمح رئيس مجلس الشورى الإيراني (علي لاريجاني) إلى أن الولايات المتحدة تقف خلف الهجمات المشبوهة التي استهدفت ناقلتي نفط في خليج عمان.

ستظل طهران مستمرة في تماديها وخروقاتها، في ظل السلبية التي عليها الأمم المتحدة، وطالما أن هناك قوى تدعمها دبلوماسياً في مجلس الأمن، وتستخدم (الفيتو) كلما صدر قرار يقضي بإدانتها وإيقاع عقوبات عليها، وللأسف فإن هذه الدول تأتي في عداد الدول التي لها علاقات سياسية ومصالح اقتصادية معنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store