Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

«إنها تصرفات المدير (الرئيس)»

شذرات

A A
احتفظتُ بقصاصة وصلتني عبر البريد قبل ما يربو عن عشر سنوات وهى لا تخلو من الطرفة ولا تبعد كثيراً عن الواقع. والقصة أن رجلاً كان يركب بالوناً هوائياً، ولاحظ أنه قد ضل الطريق، فاقترب من الأرض عندما لاحظ أن سيدة تقف هناك فنادى عليها «يا سيدتي لقد تأخرت عن موعدي أكثر من ساعة ولا أدري أين أنا، فهل في وسعك مساعدتي؟»، فأجابت السيدة «أنت فعلياً داخل بالون يعلو عن سطح الأرض 6 أمتار وجغرافياً أنت بين 40 و 41 درجة شمال عرض و 59 و 60 درجة غرب طول»، فصاح الرجل «ماهذا الذي تقولينه»، فأجابت «انظر إلى المؤشرات الموجودة في البالون وستفهم»، فقال الرجل «نعم هذه الأرقام موجودة بالفعل. هل أنت مهندسة؟» فأجابت «نعم .. كيف عرفت؟» فرد قائلاً «لأن المعلومات التي أخبرتني بها صحيحة ولكنها غير مفيدة وأنا لم أقصد اختبار قدراتك الهندسية، إنما أريد أن أعرف أين أنا، فهل في وسعك مساعدتي وتبسيط الإجابة بدون استعراض أو تظاهر بالذكاء؟».

نظرت اليه السيدة وقالت: هل أنت مدير؟ فأجابها الرجل « بالفعل كيف عرفت؟»فقالت « لأنك لا تعلم أين أنت ولا إلى أين أنت ذاهب، ولأنك لم تصل مكانك إلا بفعل قليل من الهواء الساخن ولأنك قطعت وعداً على نفسك ولا تعلم كيف ستفي به، ولأنك تتوقع ممن هم تحتك أن يطيعوك ويحلوا لك مشكلاتك» انتهى الحوار بينهما.

هناك أسئلة عديدة يمكن أن تثار في ضوء ما سمعناه: هل سمة الغفلة والاعتماد على الغير هى من سمات المدير أو الرئيس؟ هل ما ذكرته هذه السيدة عن توقع المدير ممن يرأسهم الطاعة وحل مشكلاته؟ هل بعض من يرشح للوظائف القيادية كان بسبب المكانة الاجتماعية لعائلته أو لتمثيل فئوي معين، لا غرو لو رأيت من بعضهم شيئاً من الجهل فهو لا يعرف أن يقف ولا إلى أين سيتجه. بعضهم ليس له قبول في الوسط الذي يعمل فيه، لا يقبل المشورة ولا يشجع المبادرات الفردية أو الجماعية وقد لا يستشعر بآمال وآلام الآخرين، بينه وبين الصدق عداء كبير، متردد، وبعضهم يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، خصوم للتغيير والتحول، لا ينوي نفع الآخرين بقدر ما يبحث عن نفع نفسه، وعليك أن تتحمل تصرفات المدير (الرئيس).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store