Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اللحظات الأخيرة الأولى !

ليلة السبت تحامل (2010) على نفسه، وصعد المنصة التي أعدها وريثه الفتى (2011) ليخطب في كل الذين تعامل «معهمهن» خيراً أو شراً! ولكنه فوجئ بالقاعة فارغةً تماماً! فتنهد وقال: آآه ياقلة الخاتمة!

A A

ليلة السبت تحامل (2010) على نفسه، وصعد المنصة التي أعدها وريثه الفتى (2011) ليخطب في كل الذين تعامل «معهمهن» خيراً أو شراً! ولكنه فوجئ بالقاعة فارغةً تماماً! فتنهد وقال: آآه ياقلة الخاتمة! أهكذا يودِّعون من عاشوه (365) يوماً وليلة بلا اختلاطٍ، ولو كان عارضاً؟ ألم يكن بيننا عيشٌ وملحٌ، وضغط وسكر، وتبن وشعير، واسمنت وحديد؟ فتقدم (2011) وقبل الأرض بين قدميه وقال: دعهم لي ياوالدي، لأَبْرُدَنَّ «كبدتك النيئة» منهمهنَّ جميعاً! مت وفي بطنك بطيخة صيفي! فانفرجت أسارير «المودِّع» وتبسم مفتخراً: صدق من قال «السح الدح إمبو/ الواد طالع لأبو»! هكذا قلت لوالدي، وقال والدي لجدي، و... وأجهش بالبكاء! فقبل (2011) رأسه وقال: أتبكي فرقاً من الموت، وقد أوشكت أن تكون الأكثر دمويةً منذ جدي (2003)؟ فمسح (2010) أنفه بذراعه وقال: يخسى الموت! قصدي: يعيش الموت! إنه أستاذنا الأكبر، الذي علمنا السخرية بالإنسان، الذي نكركر عليه كل يوم مع «أبي العتاهية»:لِدوا للموتِ وابنوا للخرابِ * فكلكمُ يصير إلى تبابِ!ولكن ما يذبحني هو أنني سأغادر بهدوءٍ دون حدثٍ يزلزل العالم! حتى أمطار «جدة غير» يبدو أن القوم لم يفاجأوا بها كما يجب! لقد اتعظوا من طوفان «باكستان»، واستعدوا بإنجاز مشاريع «أم الخير» العملاقة! فماذا تركتُ لك وللزمن؟ بأي شئٍ «ستهايط» به عيال الناس في «أم رقيبة» من بعدي؟ هذا يفخر بأنه ابن «مواطٍ» ذهب ضحية خطأ طبي محترم في «العِيص»! وذاك يتدلَّع بأنه آخر «نطفة» لعجوزٍ ثمانيني، مات صباحية زفافه إلى أمه «بنت الثمان»، وعلى «محمد ناصر الأسمري» الضمان! وهؤلاء يتباهون بأنهمهن «باص شهيدات واجب»، قضين نحبهن أثناء احتفال مسؤولات «وزارة التربية والتعليم» بـ»موَّال المعلم» العالمي! وذاك «يَتَعَنْفَقُ» بأنه ابن زعيم «هلالي»، مرَّ مسرعاً من أمام «بوابة النصر»، ففوجئ بنظام «ساهر» يحمِّله مستحقات «زينغا»، و»حسام غالي»، كاملة! و...راح يجهش في البكاء، حتى صار «الجهيش» نشيجاً، فمسح (2011) صلعته وقال: يالك من متواضعٍ عظيم! والله لو لم تترك لي غير «ويكيليكس» لكفاني فخراً! ولكن أرجوك، اكشف لي السر الذي لم يعرفه أحدٌ ولا أربعاء: «كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق»؟ فأجاب فوراً: لن تعرف يابني؛ لأنك لن «تتزوج» أبداً! فأنت رقم «فردي» يابختك! وظل ينشج حتى صار النشيج نحيباً ولكن بدون موسيقى! فماكان من (2011) إلا أن نهره صارخاً: خلاص عاد! تراك غثيتنا! قلنا لك مت ومالك هم! فانقلب الحزن كرنفالاً من البهجة في وجه (2010) وصفق وقال: «صدق من قال «بوس الواوا»! «واوا عليك» ياابني، إنما كنتُ أريد أن أتأكد أنك «خير تلفٍ لأشأم سلف»! ولكن قل لي أنت ليطمئن قلبي: «كيف يموت الحب وينفصل «السودان»؟ فأجاب الفتى (2011) مقهقهاً: ما أسهل أن تصبح : «السوءُ/ دانٍ»! وسأجعلها شعاراً لي طيلة عمري!So7aimi@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store