Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

إنقاذ مؤتمراتنا من اللصوص!

ضمير متكلم

A A
* ذاتَ مؤتمرٍ علمي دولي كنتُ عضواً في اللجنة العلمية، وبالمصادفة المحضة عرضتُ عنوان أحد الأبحاث المقدمة والذي من المفترض أن يكون أصيلاً وجديداً على (الشيخ قوقل) لأكتشف بأن الباحث قد سرقه من غيره دون أية إضافات أو تعديلات، بل كان دوره القَصّ واللصق، ووضع اسمه على الغلاف فقط!

* وهذا قادني لمراجعة الأبحاث الأخرى لأجد بعضاً منها مسروقاً أو مكرراً سبق نشره في مؤتمر آخر أو في مجلات علمية؛ بينما من أهم شروط أبحاث المؤتمرات العلمية الحداثة؛ ليتضح لي بعد ذلك وبعد سؤال فريق من المهتمين بأن طائفة من الباحثين خصوصاً «العرب» إنما يمارسون علينا الخداع والتدليس في هذا الميدان!

* فهم يحرصون جداً على المشاركة في المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تنظمها جامعاتنا وغيرها من المؤسسات؛ لأنهم يحظون بتأشيرات الدخول والتذاكر والإقامة المجانية، بل بعضهم يحصل على المكافآت والهدايا؛ أما الأبحاث فآخر ما يهتمون به فهي إما مستنسخة أو هزيلة تفتقد لأبسط المقومات العلمية المتعارف عليها؛ أما السبب فغياب المراجعة والتدقيق من اللجان العلمية!

* يحدث هذا عندنا بينما في جامعات أولئك ودُوَلِهم مَن يريد المشاركة في المؤتمرات والندوات يدفع رسوماً مقابل ذلك، وأيضاً لا علاقة للجهات المنظمة في سفره أو إقامته، إلا ربما من خلال تقديم تخفيضات على السّكَن بالتعاون مع الفنادق!

* وبالتالي هذه دعوة «للجامعات السعودية وللهيئة العامة للمؤتمرات والمعارض» للنظر في آلية تنظيم المؤتمرات عندنا والمشاركة فيها، بحيث توضع المزيد من الضوابط والمعايير التي من شأنها أن تمنع حضور اللصوص والمدلِّسين؛ وأن تساهم في جَلب أبحاث صادقة وقادرة على الخروج بتوصيات تُثْرِي محاور المؤتمر، وتخدم أهدافه، التي عليها أن لا تَطرح المُكرر من الموضوعات، وأن تواكب التحولات الإيجابية التي تعيشها بلادنا اليوم في شتى المجالات، ويمكن في هذا الإطار الإفادة من (الدكتور موافق الرويلي) صاحب وَسم «هَلَكوني» في «تويتر» المتخصص في كشف أصحاب الشهادات والجامعات والأبحاث الوهمية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store