Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«مبسم» الشيشة طيَّر العريس!!

A A
اقتحم العنصر النسائي عالم المعسلات والشيش والجراك خلال السنوات الماضية القريبة حتى أنه يعتبر اليوم متفوقاً على العنصر الرجالي وأصبحت ترى في المقاهي والمنتزهات ودور الشيش (على غرار دور السينما) سحبًا من الدخان تنطلق مخضبة بحمرة من مباسم بهية وشفايف وردية، مشهد يمكن ان يروق لفنان تشكيلي أن يرسمه كلوحة ناطقة لولا أن ما يتم شفطه هو من مواد ضارة قد اعتراها الخمج وتتحول في داخل الجسم إلى مبيدات تلاحق الخلايا لتخنقها بالذات خلايا الدم الحمراء التي المفروض فيها أن تحمل الأكسجين لبقية خلايا الجسم إلا أن شفط دخان الشيشة يكون معبأ بأول أكسيد الكربون فيحل محل الأكسجين الامداد الطبيعي لحيوية الخلايا والضروري لصحتها وبقائها.

قبل ما يقرب من سبعة عشر عامًا كتبت مقالة في صحيفة عكاظ عن أول حالة رأيت فيها امرأة تشيش تحت عنوان: «مي شيشة بلا لي» ويومها كانت السيدة المشيشة مخبأة رأس الشيشة تحت الطاولة ولي الشيشة يمتد من تحت عباءتها ولا أرى أنا وأم أنس إلا دخاخين تنبعث من جهة غير معلومة المصدر. وهانحن اليوم أمام تسابق نسائي للشفط وتدخين المعسل والجراك وقد رأيت ذات مرة بناتٍ صغار السن إحداهن لا يتجاوز عمرها تسع سنوات تشفط مع الشفاطات التي حولها أول أكسيد الكربون الخانق لخلايا الدم الحمراء عبر ما يسمى نكهات المعسل فناديت مدير المنتزه وأخبرته أن هذا لا يمكن أن تسمح به الأنظمة بل أن أنظمة بعض الدول لا تسمح لصغيرة أن تدخل هذه المنتزهات بدون كبير معها.

ما علينا المهم أن التبختر والتباهي والإدمان في استخدام الشيشة سيكون أحد الأسباب الكبيرة جدًا في تدهور الصحة العامة الجسمية والنفسية للمجتمع، صحيح هي لحظات نشوة لكن عاقبتها سيئة جدًا ومن هو في غيه ونشوته وشهوته لا يدرك وليس عنده استعداد أصلاً أن يدرك الأضرار الصحية كما أن الأضرار امتدت إلى النواحي الاجتماعية فالتنافر بين الزوجين -من أقوى الاحتمالات- سببه الرائحة النتنة للجراك والمعسل.. فبالله عليكم كيف يمكن أن يكون التلاقي بين الموجب والسالب إذا وقع بينهما حاجز وهل هناك حاجز أكبر من رائحة كريهة بين زوج وزوجته وقد كنت مدعواً لحضور ملكة لبنت موصفة بأنها قمر وعريس لقطة عليه من الحسن والجمال ما يجذب إلا أنه قبل الخطبة بأيام اتصل بي والد العريس معتذرًا عن أن الموضوع ألغي، قلت مستغربًا ما السبب وقد كان كل شيء على ما يرام! قال: تبين أن العروسة مشيشة، فطيَّر إدمان مبسمها على الشيشة العريس لانه من الذين لا يطيقون رائحة الجراك والمعسلات والحمد لله أنه تبين ذلك قبل العقد عليها وإلا كان طلاقه صباحية زواجها.. ولي زميل كابتن يقول بعد أن تزوج ابنه جلس الابن مع زوجته ما يقرب من سنة ونصف وهو يحاول أن يقنعها أن تترك الشيشة إلا أنها رفضت واستبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير فطلقها عشر طلقات، ثلاث لها وسبع لشيشتها!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store