Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أين ساهر من ثقافة الفوضى؟

أقدر لرجالات الإدارة العامة للمرور كل مجهوداتهم وخططهم الاستراتيجية للحد من الأخطاء المرورية القاتلة التي حولت شوارع المدن السعودية إلى برك من الدماء؛ فقلما يمر يوم دون أن تعلن حالات من الوفيات جرا

A A

أقدر لرجالات الإدارة العامة للمرور كل مجهوداتهم وخططهم الاستراتيجية للحد من الأخطاء المرورية القاتلة التي حولت شوارع المدن السعودية إلى برك من الدماء؛ فقلما يمر يوم دون أن تعلن حالات من الوفيات جراء الثقافة المرورية السيئة التي تسيطر على عقليات الكثير من فئات المجتمع دون النظر إلى مؤهلاتهم العلمية والثقافية! وكما تشير أغلب الإحصائيات فإن معدل الوفيات في السعودية يصل إلى رقم خيالي مفجع حقا؛ وللأسف فإن الأنظمة على كثرة تعديلاتها ومناهجها الحديثة لم تغير شيئا في عقلية قائدي السيارات في بلادنا التي باتت تتصدر الدول في تفشي ظاهرة حرب الشوارع الدامية التي تعكس أحيانا جملة من الأمراض السلوكية والنفسية الخطيرة للسائقين الذين يتفننون في وأد الفرحة بإراقة الدماء يوميا بهمجيتهم وتعنتهم وإصرارهم على التهور الممجوج في كل مكان. ومع احترامي لما قدم الآن من نجاحات نسبية لنظام (ساهر) الذي صار مثارا لسخرية المجتمع بسبب عجز أفراده عن مجاراة ركب التحضر المروري السائد في الدول الراقية من حولنا إلا أن هناك ثقافات مجتمعية في ذلك الجانب مازالت تعكس سلوكيات غير حضارية تتسبب في الفوضى المرورية والإرباك اليومي لحركة السير مثل الوقوف الخاطئ والتجمهر عند المطاعم والأسواق التجارية؛ وكذلك التغيير المفاجئ للمسار ومحاولة التعدي على الآخرين بمضايقات قاتلة تصل إلى حد التقاتل بالسيارات في الشوارع في مشهد يتكرر يوميا دون حسيب أو رقيب؟ أيضا أين المرور من فك الاختناقات والزحام الشديد بنشر أفراده من خريجي الدورات وليس بالاعتماد على أنظمة التصوير والرصد الآلي؟ يا سادة: المجتمع بحاجة ماسة إلى أنظمة فورية وصارمة تضع حدا لمظاهر الإزعاج المروري في الأحياء والشوراع التي تخلو من أي مراقبة مرورية تضبط سلوك أولئك المتهورين الذين لا تنفع معهم « كاميرات» ساهر ولا غيرها؛ بل ينفع معهم الحضور الأمني المكثف الذي يردع المخالفين ويضع المجتمع في طريق الحضارة والوعي والفكر..! رذاذ: ** يقول حسن الجوني خبير التنمية البشرية في كتابه الرائع (افهم نفسك وافهم الآخرين): الأساليب العقلية عالم متنوع من الترابطات والعلاقات بين التفكير والمشاعر والسلوك، لنجد في نهاية الأمر أن الفرد يصدر قرارا نتيجة ميله لأسلوب دون سواه. « انتهى قوله» صحيح إذن فإن السلوكيات على نحو ذلك القول نتاج الميل إلى طريقة يفضلها المرء لنفسه؛ وليس بالضرورة أن تكون إيجابية أو مفيدة..! Salh2001@yahoo.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store