Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

«الدنيا إتغيرت» !!

A A
كنت تواقاً منذ وقت طويل للتعرف على الكاتب محمد عبدالقدوس، ابن الأديب المصري الكبير إحسان عبدالقدوس، الذي قرأت له ما يُشكل اختلافاً (180 درجة) عن أبيه. وكنت أريد أن أسأله سؤالاً واحداً: كيف؟

****

وجاءتني الفرصة، وكانت الإجابة بسيطة، وفي كلمات قليلة. فعلاوة على أن طريقة تربية الأستاذ إحسان لأبنائه لم تحظر على أحد منهم حرية التفكير واختيار طريقه وفلسفته الحياتية، فقد أبلغني محمد أن أبا زوجته هو الشيخ الجليل محمد الغزالي. فأغنتني هذه الإجابة عن الاسترسال في مزيد من الحوار!

****

ورغم أن الأديب إحسان عبدالقدوس كان مقربًا جداً من الضباط الأحرار للدور الأساسي الذي قامت به مجلة روز اليوسف (التي أنشأتها السيدة روز اليوسف والدة إحسان)، في تعبئة الرأي العام ضد النظام الملكي والمطالبة بتغيرات حقيقية في البلاد، فإن محمد عبدالقدوس أُعتقل ودخل السجن أكثر من مرة.

****

الطريف أن إحسان عبدالقدوس نفسه، الذي كان يخاطب الرئيس جمال عبدالناصر، كما يحكي ابنه محمد، باسم «چيمي»، والعلاقة بينهما سمن على عسل، ويتم استشارته باستمرار ضمن دائرة ضيقة من الصحفيين في أحوال البلاد والعديد من القرارات، تم اعتقاله وسجنه في مارس 1954 عندما كتب عدداً من المقالات النارية من أشهرها «الجمعية السرية التي تحكم مصر» طالب فيها الجيش أن يعود لثكناته وأن يشكل الضباط الأحرار حزباً سياسياً يخوض به الانتخابات بدلاً من الاجتماعات المغلقة التي يعقدونها ولا يعلم الناس عنها شيئاً، وكأنهم جمعية سرية تحكم مصر.

****

خرج إحسان من السجن، ودعاه عبد الناصر، «چيمي سابقاً»، إلى بيته في محاولة للتخفيف من صدمة سجنه وتكررت الدعوات، فكان إحسان يخاطب الرئيس بلقب سيادتك، فلما سأله عبدالناصر يوماً عن «چيمي»، ولماذا لا تخاطبني به زي زمان.. قال إحسان بحسرة.. الدنيا إتغيرت!

#نافذة:

لا تغترر بالدّهرِ إنْ وافاكَ في

حالٍ يسرُّكَ إنّهُ غرَّارُ

انظرْ إلى من كانَ قبلكَ واعتبرْ

ستصيرُ عن كَثَبٍ إِلى ما صاروا

ابن عينين

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store