Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

من يُدير المحلات التجارية؟!

دهليز

A A
منذ فترة كتبتُ هُنا، وفي غير موضع عن « إغلاق المحلات وقت الصلاة»، وهاج من هاج، وعلّق من علّق، وعارض من عارض، ووافق من وافق، ولكن القضية لم تُحسم ولم يتم البت فيها حتى اللحظة ولم يصدر بشأنها أي قرار.

وبالأمس صدرت الموافقة من مجلس الوزراء على السماح بفتح المحلات التجارية على مدار «الأربع والعشرين ساعة» ولم يتطرق القرار -الذي لم تظهر حتى الآن علاماته وأنظمته والكيفية التي سيتم فيها إلى ذلك الأمر كونه عائداً للوزارة المعنية بفرض رسوم على من أراد ذلك- لم يتطرق القرار «لأوقات الصلاة « لا من بعيد ولا من قريب، ورغم كل ذلك هاج من هاج ضد القرار وأدخل في تغريداته، وكتاباته العديد من النصوص والأدلة، والبراهين وكأنه تارة عالم دين وتارة أُخرى خبير اقتصادي، وتارات عدة مُصلح اجتماعي..!.

قرار لم تصدر حتى اللحظة أنظمته، فما بال هؤلاء -المُستعجلين دوماً- في إصدار الأحكام وما باب «سد الذرائع» الذي لم يختفِ من عقلياتهم حتى اليوم؟!.

القرار جاء ليتواكب مع النهضة التي تعيشها المملكة وجاء مُتناسقاً مع التغييرات الاجتماعية والثقافية للمجتمع برمته، ومن باب القول فإن هذا القرار -إن فُعّل بطريقة سليمة- وأُخذ بعين الاعتبار التوظيف للسعوديين والسعوديات وأُعطي الجانب الاقتصادي الشامل لهذا القرار ونُظر إليه من باب الاستثمار الآمن، قطعاً سيكون له مردود إيجابي على الوطن والمواطنين، أماّ إن كانت « الكعكة الكبرى «للوافد»، والعمل والانتاج «للوافد»، والإقصاء لابن البلد فستكون آثاره سلبية، كون الأجنبي سيجني ملايين الريالات من جراء افتتاحه لساعات أطول ورُبما شغّل بعض السعوديين والسعوديات برواتب ضئيلة جداً وقليلة جداً وكسب هو الأرباح الطائلة..!

أتمنى أن ننظر للعمل و»القطاع الخاص» بالتحديد كيف تُدار المليارات من قبل الوافد وكيف «يتعامل الوافد» مع أبناء وبنات البلد، وكيف أنه يتحكم بالعشرات ومصائرهم وأرزاقهم في بلدهم.. أليس هذا من الضيم، والظُلم والقهر، كيف يتحكّم بك من هو خارج أرضك..؟!.

إليكم أيُها المسؤولون هذا السؤال ونحن نرى، ونسمع، ونشاهد العشرات من المواقف التي يُدمى لها القلب.. فمتى تتحركون تجاه الوطن ومصلحة الوطن.. ومتى يكون شعارنا «لا شيء يعلو فوق مصلحة الوطن»؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store