Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تعليم أردوغان يبرر هجمات 11 سبتمبر ويصف الاتحاد الأوروبي بالنادي المسيحي

تعليم أردوغان يبرر هجمات 11  سبتمبر ويصف الاتحاد الأوروبي بالنادي المسيحي

A A
كُتب مدرسية في المدارس العامة في تركيا تُبرر أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتصفع حلف الناتو، وتصف الاتحاد الأوروبي بالنادي المسيحي.

هذا ما ظهر في كتاب التاريخ الحديث للصف الثاني عشر الذي يُدرس في المدارس العامة في تركيا. مليءٌ بالإشارات المناهضة للولايات المتحدة وللاتحاد الأوروبي، وهو يعكس توجه رئيس تركيا رجب طيب أردوغان. وتظهر طبعة 2018، التي ألفها أمير الله أليمار وسافاش كيليس وطُبعت من قبل مكتب الطباعة الحكومي، لتبرر الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، 2001 والتي أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص، وتصف الاتحاد الأوروبي بأنه نادٍ مسيحي يقوده البابا وتنتقد حلف الناتو.

الولايات المتحدة فوق "الدول"

يقول نص الكتاب: "بدأت الولايات المتحدة، التي أصبح دورها ذو أهميةٍ أكبر بسبب ثقة النفس التي اكتسبتها في أعقاب الحرب الباردة، تنظر إلى نفسها على أنها فوق "الدول" المتساوية في العلاقات الدولية. ومن تلك اللحظة وإلى الآن، بدأت في تحديد البلدان التي سيتم معاقبتها، وأما الأنظمة التي سيتم تغييرها فتعتمد على التعاريف والمراجع التي قدمتها الولايات المتحدة. وهذه الممارسات من طرف الولايات المتحدة هي واحدة من الأسباب وراء هجوم تنظيم القاعدة الإرهابي بتاريخ 11 سبتمبر." وبعد 11 سبتمبر، تبنت الولايات المتحدة سياسة إحباط المنافسين المُحتملين وضمان الهيمنة المُطلقة على النظام العالمي، وفقًا لما جاء في الكتاب.

تحالفٍ صليبي

كما وصف كتاب التاريخ جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي بأنهم "مسيحيون" ، وأنه تم رفض إعطاء العضوية لتركيا، وهي دولة ذات غالبية مسلمة، وقبول دول ضعيفة من الجانبين الديموقراطي والاقتصادي كأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بأنه أثار تساؤلات بشأن هوية الاتحاد الأوروبي. ويعرض الكتاب صورة لقادة الاتحاد الأوروبي والبابا بتاريخ 24 مارس 2017 أثناء اجتماعهم في روما للاحتفال بالذكرى الستين لمعاهدة روما، والتي أدت إلى تشكيل الاتحاد. ويتضمن التعليق على الصورة تصريحًا للمؤرخ البريطاني البولندي نورمان ديفيز، والذي قال: "أنا أتحدث عن التقليد المشترك المتمثل في المسيحية، والذي جعل أوروبا كما هي عليه." وقد روج أردوغان خلال خطاباته المتوالية للحشود لهذه الصورة في الكتاب كدليلٍ على أن الاتحاد الأوروبي نادٍ مسيحي ومجتمعٍ مكون من "الكُفار".

وقال في أبريل 2017 أن صورة البابا مع قادة الاتحاد الأوروبي دليلٌ على أن الاتحاد الأوروبي تكتلٌ مسيحي. وخلال حملات الاستفتاء الرئاسي، انتقد أردوغان البابا والاتحاد الأوروبي في الخطب العلنية، وقال مرارًا وتكرارًا إن الغرب معادٍ للإسلام، وروج للصورة كدليلٍ يُثبت أن الاتحاد الأوروبي عبارة عن دولة كفارٍ واحدة. وأشار أردوغان إلى أن الاجتماع مع البابا في روما قد اثبت صحة ما كان يقوله منذ زمن. ووصف أردوغان الاتحاد الأوروبي بأنه ليس سوى تحالفٍ صليبي.

الناتو أضعف تركيا

والكتاب مليءٌ بالانتقاد بشأن تحالف تركيا المستمر منذ عقود مع الناتو. وزعم أن عضوية الناتو قتلت سياسة تركيا الخارجية متعددة الأطراف، ودمرت صناعة الدفاع المحلية وجعلت تركيا معتمدة على المساعدات العسكرية الأمريكية. واستذكر الكتاب الحوادث التي وقعت في (مركز الحرب المشتركة) التابع لحلف الناتو في مدينة ستافنجر النرويجية، في نوفمبر 2017 خلال تدريبات ترايدنت جافيلين لعام 2017 كدليلٍ على النوايا السيئة لحلف الناتو. وخلال التدريبات، تم تصوير كل من أردوغان ومؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، كشخصيتين معاديتين، مما دفع تركيا إلى الانسحاب من التدريبات واستدعاء الـ41 ضابطًا الذين تم إرسالهم النرويج.

الكراهية والتحريض

يصف الكتاب، تحقيقات الفساد في ديسمبر 2013 – والتي جرّمت أردوغان وأفراد أسرته بالكسب غير المشروع – بأنها "انقلاب". وتم وصف احتجاجات حديقة غيزي المناهضة للحكومة في صيف 2013 بوصفٍ مماثل. فيما تكررت أفكار أردوغان التي تتسم بالكراهية والازدراء تجاه حركة غولن .

ويعد هذا الكتاب مثالًا مثيرًا للقلق ويوضح كيفية تأثير خطاب الكراهية والتحريض، الذي تبناه الرئيس التركي أردوغان وشركاؤه، على التعليم في تركيا حيث يتم تلقين طلاب في الصف الثاني عشر بترديد وجهات نظر سياسية في المدرسة منذ السنوات الأولى من تعليمهم. وتمت الموافقة على محتوى الكتاب وتصميمه كمادة دراسية للصف الثاني عشر من قبل وزارة التعليم بالقرار رقم 12254648 بتاريخ 25 يونيو 2018، وطبعت الحكومة من الطبعة الأولى 359141 نسخة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store