حملات الحج الوهمية

الخبر الذي ورد في جريدة المدينة الغراء يوم الاثنين 26/11/1440هـ في عددها رقم 20550 بخصوص ضبط رجال الأمن لـ(71) مكتبًا وهميًا لحملات الحج، وللحجاج الذين يحملون تصاريح وهمية أو مزورة أُعطيت لهم من قبل ضعاف النفوس الضالين المضلين الذين يحصلون على أموال الناس بالباطل وبأسعار باهظة لتغطية نفقات الحج من سكن، وإعاشة، ونقل، وغيره، وعندما يصل الحاج إلى مكة المكرمة يجد نفسه في ضياع تام حيث لا سكن ولا إعاشة ولا خدمات ويبقى طوال وقته يبحث عمن يؤويه ويقوم بواجباته لأداء النسك، وغالبًا ما يتجه هؤلاء الحجاج إلى وزارة الحج للاستنجاد والتي تقدم خدماتها الجليلة لجميع طوائف الحجاج على مختلف مشاربهم حتى المغرر بهم والذين وقعوا في فخ النصب والاحتيال.

لقد استمرأ هؤلاء الأشرار الغش والتدليس لينفذوا حملاتهم على عباد الله الغافلين والقاصدين لمشاعره المقدسة لكسب الأموال الطائلة بدون وجه حق، وبطرق ملتوية غير مشروعة لتكون وبالا عليهم في مستقبل أيامهم وقد أُنذروا بالعذاب الأليم.

حكومة راشدة في ظل ملك كريم -حفظه الله- تبذل قصارى جهدها لضبط أمور الحج وتسهيل شؤون الحجاج والعمار وقاصدي البيت العتيق وتقديم أفضل ما لديها ليهنأ الحاج بأداء النسك بدون مشقة، أو عناء ثم يأتي هؤلاء الخارجون عن آداب الشريعة وتعاليم الدين الحنيف ليخدعوا آلاف الحجاج بتصاريح وهمية وبطاقات مزورة ليضيفوا أعباء غير منظورة في حسابات الدولة وغير مخطط لها سلفًا، وغير مسجلة رسميا لتقديم كل الرعاية والعناية بحجاج بيت الله الحرام.

المؤمل أن توضع من العام القادم قيود وجزاءات رادعة لكل من يقوم بهذا العمل المشين، وأن يعمم ذلك على جميع الجهات المعنية بأمور الحج والحجاج القادمين من داخل المملكة وخارجها، وأن لا يسمح لأي مركبة أو وسيط نقل (بري، بحري، أو جوي) بتجاوز الحدود ما لم يتم التأكد من صحة بياناته،وما يحمل من أوراق ثبوتية سليمة تسمح له بدخول المملكة والوصول للأراضي المقدسة بكل سهولة، كما يجب أن يعاد كل حاج إلى جهة قدومه إذا كان من الخارج ليرفع قضية على صاحب الحملة الوهمية، أو التقدم بشكوى للجهات المختصة إذا كان من حجاج داخل المملكة، وبذلك نضمن سلامة إجراءات الحج بعد أن تكفلت هذه الدولة المباركة بتقديم خدماتها لكل من يقصد البيت العتيق ومسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

يجب ألا تمر حملات الحج الوهمية بدون جزاءات وغرامات صارمة لمرتكبيها والقضاء عليها تمامًا في السنوات المقبلة بإذن الله.. وفق الله العاملين المخلصين لخدمة بيته، ومشاعره، ومسجد نبيه -عليه أفضل الصلاة وأتم السلام- ولكل من يقصد بلادنا المباركة ومشاعرنا المقدسة حيث الأمن والأمان والاستقرار.