Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

ليس إسقاطاً للولاية!

دهليز

A A
هُناك صنفان من البشر، لا ثالث لهُما في مواقفهما تجاه التغييرات أو القرارات التي تصدر وتحدث ضجة إعلامية وتكون مفاجِئة للمُجتمع وهي في مُجملها، وكما يراها هؤلاء، تغيير جذري في ما اعتاد الناس عليه، أو هي تغيير في العادات والتقاليد وما شابه ذلك، نظراً لكون المُجتمع لم يعتدْ على مثل هذه الأطروحات، ولا على مثل هذه القرارات، وكان في السابق رهين العزلة والتبعية، وتحريم ومحاربة أي نوع من أنواع الانفتاح، وتصحيح المسار بل يسعى جاهداً الى عرقلة مثل هذه الأمور كونها في نظره خارج المألوف، ورُبما تكون من أسباب زوال النعم ويكون للدين مجال خصب في تبريراته ومناقشاته وحواراته!!.

هؤلاء الصنفان من البشر إماّ مُعارض وبدون حجة ولا موقف سليم اللهم إعادة ما قيل سابقاً وتكرار الجُمل التي حفظها ممّن درسوه وحفظ الدرس عن ظهر قلب، وها هو يعُيدها في كل موقف.

والصنف الثاني مؤيد وبقوة كونه انتصاراً له ولموقفه ومُطالباته.. وكلاهما في نظري خارج دائرة الصواب، وبعيد عن الطرح الهادف وعن واقعية الحدث ومتطلبات المرحلة ومسيرة المجتمع.

بالأمس صدر قرار ينص على عدة أُمور أهمها الولاية ومن حق المرأة استخراج جواز سفر لها من دون العودة للرجل -والذي هو ولي أمرها- ومنها معاملة الأبناء وتسجيلهم في الأحوال المدنية، وغيرها من القرارات، ولكن الغالبية توقف عند جُملة واحدة ونقطة واحدة ألا وهي «الولاية وإسقاط الولاية»، وهذا الطرح كان مُنذُ فترة طويلة في عالم الاعلام الجديد وأخذ جدلاً واسعاً بين مُؤيد ومُعارض، ولكن لا أحد تطرق لمفهوم الولاية ومعناها الحقيقي وكيف تكون ومِنّ مَن تُنزع الولاية، ولماذا، وكيف تكون العلاقة بين الرجل المسؤول وبين المرأة ؟!.

الغالبية كان يدور حول محاور سطحية ومن خارج نطاق الدائرة الضيقة المهمة التي هي صلب الموضوع وعموده الفقري، فأخذهم الحماس قبل وبعد القرار، ومنهم رجال ونساء، فلا تستغربوا أن هُناك نساء يُطالبن -ولا زلن- بعدم سَنِّ هذا القرار وإيقافه! كون مفهومهن قاصراً على نطاق «محدود ضيق» وكانت مسألة ضيق الأُفق محور النقاش والحوار والطرح، فأضحوا بعيدين كل البعد عن المنطقية والواقعية في تناول مثل هذا الأمر بالتحديد!.

فمن كانت أُسرته بنعيم ولا «عضل» ولا «تحجير» ولا «عُنف « ولا «تسلّط « فلا يضيره هذا القرار كونه اعتمد على «الثقة « و «الحوار» و»التفاهم»، ومن كانت أُسرته تُعاني منه ومن تسلّطه فهذا والله يستحق «نزع الولاية «و «نزع الوصاية» وحرمانه من أي تدخلات في شؤون الأسرة كونه خارج المنطق والشرع والعقلانية ومبادئ الانسانية..!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store