Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

ندوة الحج الكبرى محفل إسلامي عالمي

A A
دأبت وزارة الحج والعمرة منذ عام 1390هـ على إقامة (ندوة الحج الكبرى) وقد كانت تعقد بطريقة غير مبرمجة ومجرد لقاءات ومداولات بين علماء العالم الإسلامي، ولكنها بعد ذلك أخذت منحىً تنظيمياً عالياً حيث أن وجود العلماء في مكة المكرمة وهي التي انبثق منها فجر الإسلام ومنبع الثقافة والعلم واختيرت لتكون عاصمة الثقافة في عام 1426هـ كل هذا وغيره كثير حتَّم وجود هذه الندوة للتواصل العلمي البناء مع الباحثين المختصين.

ومن أهم أهدافها: التعريف بإنجازات الدولة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن في شتى المجالات، والدور الحضاري الذي تضطلع به لخدمة الحجاج والمعتمرين، بل وترسيخ مبادئ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة، والتكافل، والتآخي، والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية وهذا أحد أهم منافع الحج، كما قال تعالى: (ليَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) الحج 28 .

وقد طرحت موضوعات متنوعة وشكلت قيمة حضارية حيث تطبع الكتب، وتقدم هدايا للحجاج من ذوي الاختصاص وهي في مجموعها تشكل موسوعة علمية نادرة من حيث: التوعية، ونصرة القضية الفلسطينية وآداب السلوك في الحج، والإسلام والتحديات المعاصرة، والحج ووحدة المسلمين، كل ذلك يجعل (ندوة الحج الكبرى) أكبر محفل إسلامي عالمي.

وقد وضعت مؤخراً في مجلدات تخصصية مختلفة: كالتاريخ، والآثار والجغرافيا، والاقتصاد، والاهتمام خاصة بمكة المكرمة عبر تاريخها الحضاري وجهود الدولة السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه- وإلى عصرنا هذا عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وما تقوم به الدولة من جهود جبارة لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار .

وندوة الحج الكبرى لهذا العام 1440هـ كانت استثنائية في طرحها لولوجها إلى الإبداع في الموضوعات ومواكبة الأحداث الجارية والتطورات الإنسانية والاجتماعية والعلمية المتلاحقة فقد كان محورها الأول في الجلسة الأولى (علماء وأطباء في خدمة المجتمع) حيث تم استضافة عدد من الأطباء والأخصائيين وكان رئيس الجلسة معالي د. عبدالله الربيعة المشرف على مركز الملك سلمان للأبحاث والأعمال الإنسانية.. ليبرزوا عظمة هذا الدين الإسلامي في الأعمال الانسانية والإغاثية بصرف النظر عن دين، أو مذهب، أو عقيدة. لتكون الجلسة الثانية تركيزاً لمنهاج التسامح والتعايش في الإسلام مع كافة الأديان والمذاهب؛ فهذه القيم موجودة في ديننا الإسلامي ولكن ابتعدنا عنها وآن الأوان للعودة لها وكان ذلك باستضافة كبار العلماء ومنهم معالي د. عبدالله بن حميد ومعالي د. عبدالرحمن السديس..

وفي اليوم التالي تنوعت المحاور: عن (الإنسانية في العصر الرقمي) والتي تناقش قضية حماية حقوق الإنسان في العصر الرقمي، ووضع الأطر القانونية والرقابة القضائية لحماية خصوصيته، وأن أي إخلال بهذا يترتب عليه مسؤولية وعقوبات من السلطة العليا في المجتمع، وقد تم استضافة أخصائيي إعلام وتقنية معلومات. كما تناولت الجلسة الثانية؛ أبواب الهداية للإسلام واستضيف فيها أفراد لم يكونوا مسلمين أصلاً لإلقاء الضوء على دخولهم للإسلام وكيف أن هذا الدين العظيم هو مصدر جذب وإلهام لمن يقرأه ويتفهمه حيث استضيف لاعب سابق بمنتخب فرنسا لكرة القدم نيكولا سبستيان أنيلكا.. وغيره ممن أضحوا دعاة للدين في بلادهم.

وأما الجلسة الأخيرة عن (الإسلام وقضايا التعايش المعاصرة): واستضيف فيها رؤساء تحرير صحف، وباحثون في مجال الحضارات واللغات، وقد كان المحور مركزاً على الإسلام وسماحته ومواقفه ضد التطرف والارهاب ونماذج من السيرة النبوية، وحياة الصحابة في التعايش السلمي بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى وأن الاختلاف سنن كونية.

وعلى هامش الندوة أقيمت فعاليات أخرى ثقافية لإثراء تجربة ضيوف الرحمن ومنها: زيارات للمتاحف والآثار بمكة المكرمة والمدينة المنورة وزيارة (بيت مكي) لإحياء التواصل الحضاري مع أهالي مكة.

كل الشكر والتقدير للقائمين في وزارة الحج والعمرة على هذا المحفل الحضاري وعلى رأسهم معالي الوزير د. محمد صالح بنتن، ومعالي د. عبد العزيز وزان المشرف التنفيذي على الندوة على جهودهم الجبارة لتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وبما يلبي طموحات القيادة الحكيمة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store