Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

إليك أيُّها المسؤول

A A
تلجأ بعض الوزارات والهيئات الى «الحلول المؤقتة» -مع الأسف- في غالبية معالجاتها للمشاكل التي تنتج عن العمل، وروتين العمل، ظناً منها أن تلك الحلول ستنجح في مُعالجة الأمر في الغد القريب، نظراً لكونهم يؤمنون بالنظرية القائلة (ويت أند سي) ولديهم اقتناع قوي بأن أي حل رُبما يهُز الكُرسي الذي يجلس عليه المسؤول، فهو يُحاول قدر المُستطاع البقاء في كُرسيه أطول مدة مُمكنه، ولهذا تجد المُنجز الذي يعمل عليه يأخذ عشرات الأشهر، وتجد الروتين والبيروقراطية في وزارته، وفي أي هيئة وأي جهة يرأسها، ومن هذا الُمنطلق كانت «الحلول المؤقتة» للغالبية من هؤلاء..!

نحنُ نعيشُ في زمن التغييرات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، ونمُرُّ بمرحلة نمو ونضج من كافة الجوانب، وهؤلاء همهم الخوف على الكُرسي وكأن الواحد منهم سيُخلدّ فيه، لم يعِ ولم يُدرك بأن بقاءه مرتبط بـ»البصمة» التي يضعها و»المُنتج» الذي يُخرجه، والذكرى الطيبة التي يتحدث عنها الناس بمنُجزاته، وليس بالأزمات التي يخلقها للإنتاج والعمل ولا بالعراقيل التي يضعها كي تكون جهته المُخوّل الرئيسي لهذا العمل أو ذلك، وأنهم أصحاب حق وتملك،

وليس كذلك في رمي الاتهامات والمسؤوليات على الآخرين هروباً من المسؤولية.. فليست هذه جميعها ولا جُزء منها مُجزية، ولا مُجدية للبقاء والانجاز والعمل..!

أنت تعلم «أيهُا المسؤول» أنك ذاهب وتارك هذا المكان، وتتفّوه بذلك بلسانك أمام الملأ ولكنك -مع الأسف- لا تُطبقه، ولا تُؤمن به بعقلك الباطني، ولا تذكره «لأصحاب المصالح» من حولك ممّن استفادوا من بقائك ويستفيدون أكثر لو جلست على كُرسيك مدة أطول كونهم أصحاب مصالح لا «أصحاب إنتاج» ولا عمل ، ولا يبحثون عن منجز، بل عن «مصلحة شخصية « وتحقيق أهدافهم.!

إليك «أيُها المسؤول».. إنك لن تُفلح بتحقيق أحلامك، وطموحاتك بالحلول المؤقتة ولن تُجدي معك الأطروحات الهشّة، والقرارات المطاطية، والإنجازات التي تُصنع من ورق.!

العالمُ حولك يتحرّك بقوة، ويكتشف ما أنت صانع، وسيعلم الجميع ما حققت، والأيام تُثبت لك ولهم إنجازاتك ومُخرجات دائرتك، ولن ترحمك الأيام لو قصَّرت في عملك.

ولاة الأمر لا يعُجبهم الطرح المُتهاون، ولا المتُثاقل من عمله وإنجازه، ولا يعنيهم الأرقام الهشة «الصادرة للإعلام»، إنما يعتنون ويهتمون بالمُنجز الفعلي الملموس..

فهل أنت فاعل ذلك كي تبقى مدة أطول..؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store