Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

أحذية أُخرى؟!

A A
في كتابي (حكاية صرماية: العرب وثقافة الحذاء)، الذي قرأ مسودته وقدم له الصديق الأستاذ محمد سعيد طيب، ارتأى «أبو الشيماء» إضافة فصل جديد للكتاب، فكتبت فصلاً عنْونته «أحذية أخرى»، وأعتقد أنه كان إضافة إيجابية لفصول الكتاب الأخرى. شخَّصت فيه لنظام بشار الأسد القابع على صدر الشعب السوري لتتمثل فيه كل المعاني التي أردتها في كتابي. فهذا النظام هو الرمز البارز للحكم الديكتاتوري وتسلط الأنظمة الحاكمة على شعوبها، سواء لأنظمة عسكرية أم مدنية.

****

فقد جعل نظام بشار من الحذاء رمزاً حقيقياً للحكم يحتفي به ويحوله لمزار، أو أن تعمد واحدة من أشهر المذيعات في وطننا العربي، على تقبيل الحذاء باعتباره رمزاً للنظام السوري وأن يضعه البعض على رؤوسهم تعبيراً عن تأييدهم لنظام بشار الأسد!!، والأدهى والأمرُّ أن يقوم النظام السوري نفسه بإقامة نصب تذكاري عبارة عن حذاء عسكري في مدخل اللاذقية. حيث جرى، وفي احتفال رسمي منقول، رفع الستار بحضور أمين فرع اللاذقية لحزب البعث، ومحافظ اللاذقية!!

****

وهكذا وبدلاً من أن يتخذ النظام السوري الرداء العسكري أو الخوذة التي هي رمز التضحية والشهادة، شعاراً له، قام باستبدال الشرف العسكري بالحذاء؟ ولا أدري ماذا سيكون شعور الأديب السوري الكبير «محمد الماغوط»، الذي كتب عن قضية فساد الجيش في إحدى فصول روايته الشهيرة (الأرجوحة)، ووصف حينها الفساد الذي طال الجيش، بالقمل والصيبان الذي استشرى على الأوسمة والخُوذ العسكرية، إلا أنه لم يتخيل أن يطال القمل والصيبان الحذاء العسكري.

****

لا عجب أن تتدني قيمة الإنسان إلى هذا الحد.. فيبدو أن هذا هو الحال في بعض أجزاء من أرضنا العربية، وإن كان ما يحدث اليوم ليس جديداً على النظام السوري منذ حكم الأسد الأب وحتى اليوم.

#نافذة:

[الحذاء الذي يناسب أحدهم قد لا يناسب الآخر، فلا يوجد وصفة مثالية للحياة..]

جورج جاك دانتون

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store