Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

مترو الرياض يتجاهل الشريحة الأهم!

ضمير متكلم

A A
* قبل أيام نشرتْ إحدى الصحف المحلية تقريراً ذكرتْ بأنه ينقل عن المسودة الرسمية لأسعار «مترو الرياض»؛ حيث جاء التأكيد بأن التكلفة اليومية له (25 ريالاً)، وجاء تقدير هذا المبلغ باعتباره يمثل الــ(5%) من متوسط الدخل اليومي للأسرة السعودية، والذي مجموعه بحسب الهيئة العامة للإحصاء (500ريال تقريباً)!!

* وهنا يبدو أن القائمين على «مترو الرياض وقبلهم الإحصاء» باعتمادهم تلك الأرقام الغريبة والمشكوك فيها قد تناسوا شريحة مهمة كبيرة من المجتمع السعودي، وهم ذوو الدخل المحدود والمتدني وأحياناً المفقود الذين قد لا يتجاوز دخلهم الشهري الـ (3000 ريال)، فأولئك لو استعملوا المترو يومياً فإنه سيلتهم «30% » تقريباً من رواتبهم كل شهر!

* ثمّ إنّ المتعارف عليه عالمياً أن أسعار وسائل النقل العامة كــ»القطارات والمترو والتِّرام والباصات» دائماً في متناول جميع طبقات المجتمع، لاسيما الفقيرة وهي الأكثر استخداماً لها؛ فمثلاً في «مترو القاهرة» وهو الأول من نوعه في أفريقيا والعالم العربي، تذكرة أبعد محطاته « 7 جنيهات مصرية أي ريالين إلا ربع»، أما في «كوالالمبور العاصمة الماليزية» فأسعار متروِّها أو قطارها المعلق زهيدة جداً، وهناك بطاقات مفتوحة الرّحَلات طوال الشهر بما يعادل «100 ريال»، وفي «مترو وتَــرام اسطنبول» الرحلة بــ «ريال ونصف تقريباً» مهما طالت، وفي الدول الثلاث هناك خصومات تصل لــ»50% » للطلاب وكبار السِّن وذوي الاحتياجات الخاصة.

* أخيراً معظم الدول التي تُعنى بتوفير النقل العام تدرك أهميته في حياة عامة الناس، ولذا تجعل أسعاره مناسبة لهم، لكي يتلاءم مع قدراتهم المالية، وكذا لِتُسهِم القيمة المخفضة له في تشجيعهم على استخدامه؛ ولأنهم يعتبرونه خَدمياً وليس رِبْحِياً؛ فهلَّا أفدنا من تجارب المجتمعات التي سبقتنا في هذا المجال؛ أما الأهم فإيقاف طَمَع الشركات المنفذة والمشغلة لمشروعاتنا التي تبحث عن تحقيق الأرباح منذ الشهور الأولى من التشغيل؛ وذلك برفع أسعار منتجاتها؛ والضحية ذلك المستهلك المسكين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store