في «قصيم الزمان» (2)

إذا كنت ضيفاً على «جورج قرداحي» في «شاعر المليون»! وجاء سؤال المليونين كالتالي: ما المنطقة الأكثر مدنية وتحضراً في السعودية؟ هل هي: 1ـ منطقة القصيم؟ 2ـ منطقة العقيلات؟ 3ـ منطقة «الغَضا»؟ 4ـ منطقة «أولاد علي»؟ فاضغط زر: «مابُو فرق يامال الماحي ياقرداحي»! ولكن ليطمئن قلبك احذف إجابتين، ثم استعن بالصديق/ «أمين الريحاني»، الذي سمى «عنيزة»: «باريس نجد»، مايعني أن المنطقة كلها «فْغَانْسَوا»، وانطقها «فرنسا» حتى لا نذهب إلى «تورا بورا»! وإن اضطررت لرأي الجمهور فاعزم نفسك في ثلاثين ثانية فقط عند أقرب صديق «قصمنجي»، وانظر كم نوعاً من القهوة، والشاهي، والحليب، والتمور، و»الكليجا»، يقدمها لك معاتباً: وراك تفاجأن كذا؟ والله إن «أم العيال» فشلةٍ منك ياخزياه! وماهي المدنية سوى هذا الاهتمام الباذخ الرائق النادر بتفاصيل الحياة الكمالية؟ ولكن احذر أن «تمون» وتسأله: ما اسم «أم العيال»؟ رغم أنها لن تخرج عن (نويِّر) أو (سويِّر) أو (منيِّر)!وسينقلك الزميل/ «جوجل إيرث» إلى محافظة «الرس»، وأهلها هم «لبنانيو نجد» في الثقة بالنفس، والتفنن في التعبير عن الذات، و»أتراك نجد» في إتقان أعمالهم! يستوي في ذلك معالي الفريق أول/ «صالح بن علي المحيا» ـ رئيس هيئة الأركان العامة في قواتنا المسلحة ـ والزميل/ «ماجد بن غازي العوفي»، مدير قسم «النشاط الطلابي» بإدارة تعليم المحافظة، ومدير إنتاج الأوبريت المدهش الذي قدمه تلاميذ «الرس» احتفاءً بعشرينية سمو أمير المنطقة/ «فيصل بن بندر»، وتم نقله للسيدات على الهواء مباشرة؛ في خطوة غير مسبوقة؛ ضمن عدة مفاخر ريادية لمدير التعليم القدير/ «خليفة بن صالح المسعود»، ومساعده الفذ/ «سليمان بن محمد السحيم»، منها تنظيم الملتقى المسرحي للمنطقة عام2006م ،الذي فاق كثيراً من مهرجاناتنا «الملايينية»!أما ما مَيَّز «أوبريت» هذا العام فهو الاحترافية الحقيقية في تنفيذه؛ تلك التي لاتستهين بالمسرح كيف وأين ومتى كان؟ فالكلمات للشاعر/ «خالد محمد المنصور» تنبئ عن موهبة عظيمة، ووعي أعظم بفن «الأوبريت»، المختلف عن «سمك لبن تمر هندي» التي سادت كثيراً من مناسباتنا الوطنية! والرؤية الإخراجية لأستاذنا «نهر الأردن»/ «زكريا مؤمني»، وهو من «مشعوذي» السينوغراف الذين يصنعون من لاشئ كل شئ في أي شئ مع ممثلين محترفين؛ أما مع تلاميذ مدارس هواةٍ، وفي أيامٍ معدودات، فهذا مالا يستطيعه إلا «الحب»، الذي شاهد الجميع حيرة «الفيصل» في الرد عليه، فلم يجد غير «قلمه» يقدِّمه للفتى الموهوب/ «حشيم عبدالله الزيادي»، نيابةً عن كل زملائه الأبطال بكل ماتعنيه الكلمة! وأما الخطوة الريادية الأهم فهي تلحين «الأوبريت» باستخدام الإيقاع بالدفوف فقط لاغير، لأول مرة في حفل «تربوي تعليمي» في «قصيم الزمان»! ولكن لا خوف على المنظمِّين من بعض الجهات التي حضر ممثلاً لها عدد من أصحاب الفضيلة، إذا سلموا من «لفت نظرٍ»ما، يأتي من «كوكبٍ ما»، يحرِّم الدفوف خلافاً لرأي جمهور الفقهاء!So7aimi@gmail.com