Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

أنا متسول؟!

A A
في الفصل ما قبل الأخير من كتابي (حكاية صرماية: العرب وثقافة الحذاء)، وعنوانه «أحذية أخرى»، تطرقت إلى بعض أشهر الأعمال الروائية والأدبية التي تناولت الحذاء، كأمرٍ عارض، أو كشخصية رئيسية قام عليها العمل الروائي.. كان الحذاء فيها هو البطل.. أو الرمز الذي يخفي وراءه كثيراً من المعاني.

****

كانت الحكاية الأولى قد أعطيتها عنوان (حذاء الماغوط)، وهي قصة وجدتها بأكثر من عنوان، حيث يضعها أحد المواقع تحت اسم (المرافعة)، وآخر تحت اسم (الحذاء)، وثالث (محاكمة مواطن عربي). وهي قصة تذكرني هنا بكلمة مأثورة للماغوط قال فيها: «إنني ألمح آثار أقدام على قلبي»، وبصرخته بأعلى حنجرته في إحدى قصائده النثرية بعنوان «خريف الأقنعة»، في ديوان (الفرح ليس مهنتي)، يقول فيها:

انا متسوّل

ها أنا أشحذ أسناني على الأرصفة

وألحق المارة من شارع إلى شارع

أنا بطل... أين شعبي؟

أنا خائن... أين مشنقتي؟

أنا حذاء... أين طريقي؟

****

ولمن لا يعرف الأديب السوري محمد الماغوط فلربما، إذا كان من أبناء جيلي، شاهد له بعض المسرحيات التي قام ببطولتها الممثل السوري دريد لحام مثل (ضيعة تشرين) و(غربة) و(كاسك يا وطن) و(شقائق النعمان) وفيلمي (التقرير) و(الحدود). لكن تاريخ الماغوط الأدبي أكبر من ذلك، فقد جدد بشعره القصيدة العربية وقدم نموذجاً لشعر حداثي جديد مشكِّلاً مدرسة خاصة به كما كانت تجربته المسرحية متميزة بالتراجيديا السوداء وهي تعيد إنتاج الحياة على الخشبة برؤية نقدية ساخرة، وقد تفرَّد بكتابة المقالة الساخرة التي تشرح الواقع العربي لترسم آفاق المستقبل. كما أسس الماغوط مدرسة في الفيلم السينمائي السوري.

#نافذة:

[الوطن ليس مجرد خريطة ونشيد، وليس مراكز شرطة أو جمارك، وحوانيت، ومطاعم، وسفارات، وبضعة أمتار من الحدود والممرات الجبلية أو المائية أو الرملية..

الوطن في تجميل الوجود، وتأمين الطمأنينة، والراحة، والأمان لمواطنيه.]

محمد الماغوط

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store