Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

حفلات الزواج و(الهياط الاجتماعي)..!

صدى الميدان

A A
* مع قرب انتهاء الإجازة السنوية، أجدها فرصة من خلال هذه الزاوية الأسبوعية، أن أزف التهاني والتبريكات لكل من حالفهما التوفيق ليسجلا اسميهما في ركب المتزوجين، سائلاً الله أن يبارك لهما، وأن يبارك عليهما، وأن يجمع بينهما في خير، مع الدعاء لهم جميعاً بالحياة الزوجية السعيدة.

* ثم مما تجدر الإشارة إليه أن مما لا يخفى على الجميع، وبعد أن وصل المهر في فترة من الفترات إلى أرقام كانت مثار الشكوى، وسبباً في إحجام الكثير عن الزواج؛ لعدم مقدرتهم عليه، ونظراً لتدخل (العقل) في الخروج من تلك الأزمة، كان لتحديد المهور بارقة أمل أعاد الحياة إلى قلوب الشباب، ولكن ما أن استقر الوضع حتى ظهرت في الأفق بوادر مشكلة أخرى أعادت الشباب إلى أفضلية: (خلك عزوبي).

* فمع التزام الكثير بالمهر المتفق عليه بل وأقل منه، وجد الشاب نفسه أمام التزامات أخرى تمثل أضعاف المهر، وما ذلك إلا بسبب دخول المجتمع في سباق مع (الهياط) الاجتماعي، تحت ذريعة (كما الناس)، مع يقين أن الأب لا يبحث إلا عن الرجل الكفء، ولكن ذلك الأب يُهزم أمام سطوة (نون النسوة)، حتى مع عدم قناعته بذلك فيساير مكرهاً؛ لأنه لا يريد أن يُفسد الفرحة، ولسان حاله (دامها تمشي مشيها).

* ولأن كلمة النساء في مثل هذه المناسبات (هي اللي تمشي)، فإن ما يصحب ذلك من إهداءات قلائد الذهب، والكوشة ولوازمها، وعشاء ما قبل العشاء، والبوفيه المفتوح، والمطربة.. إلخ، كل ذلك من جيب الزوج المغلوب على أمره، الذي شهق للمهر المعقول، وزفر لما بعده من تكاليف ما أنزل الله بها من سلطان.

* مع الإشارة إلى موجة قطع فيها المجتمع شوطاً كبيراً حيث حفلات (المِلكة)، وهي حفلات زواج مكتملة الأركان عدا أن الزوجة تعود إلى بيت والدها، وإنني أشيد هنا بتلك المواقف المشرفة لأولئك الآباء الذين قرروا أن يُكتفى بما قدم في حفل (المِلكة)، ودعا الزوج طالباً منه أن يأخذ زوجته مصحوباً بالبركة.

* إن أشد ما يحتاجه المجتمع اليوم بعد أن نجح في تحديد المهور أن يتحرك نحو الحد من مظاهر الهياط الاجتماعي، وأن يعود من كان لهم جهود مباركة في تحديد المهور إلى ذات الميدان، فيتم على يديهم سن قوانين ملزمة للجميع وبعقوبات تهدف إلى إلغاء ما وصلت إليه حفلات الزواج من بذخ لا يتناسب ومقدرة شباب اليوم.

* أيها الأب العزيز، أيتها الأم الكريمة، أثق أنكما في (براد العافية) تتفقان معي أنه لا معنى لأن تزفا ابنتكما إلى عش الزوجية، وأمامها عش تُزاحم فيه بالأقساط، والديون لأجل ليلة كانت الغلبة فيها للقالة (العناد والمكابرة)، وبكل أسف غاب فيها منطق الفُقة (المصلحة دون تكلف) الذي يتماشى مع ان أكثر الزوجات بركة أقلهن مؤونة، كما هو توجيهه صلى الله عليه وسلم، ولكنها الغفلة ومسايرة أصحاب السنن السيئة دون وعي، فهل من إفاقة تعيد زيجاتنا إلى أكثرية البركة؟، أرجو ذلك، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store