في المشمش!!

نسمع كثيراً ترديد المثل الشعبي (في المشمش) وبالرغم من تعدد الروايات التي تحكي قصة هذا المثل الشعبي إلا أن ذلك لايهمنا بقدر أهمية الغرض الذي يطلق من أجله، وهو إنه يحكي قصة المواعيد الفضفاضة المتكررة لغرض التمويه أو المماطلة التي يقوم بها البعض سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو مؤسسات، ولعل هذا المثل يمكن إسقاطه على واقع الحال الذي يعيشه بعض القائمين على مؤسساتنا الخدمية من خلال المواعيد الفضفاضة والمماطلات المستمرة التي يطلقونها تباعاً لكن لا نجد لها أثراً ملموساً، فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن إسقاطه على المواعيد المفتوحة التي يتكرر اطلاقها من قبل وزراء الصحة بشأن التأمين الصحي للمواطن حيث يندر أن يمر وزير من وزرائها ولا يطلق الوعد بتطبيقه لكن ذلك لا يحدث حتى أصبح المواطن يردد المثل الشعبي (في المشمش) عندما تُطرح سيرة هذا المشروع.

ثم يلي ذلك مشاريع الإسكان التي وعد بتنفيذها الكثير من الوزراء ذوي العلاقة لكن ذلك لم يتم خلال العقود السابقة لكن يبدو أن حصاد المشمش الموسمي قد قرب قطافه في هذا المجال تحديداً وهذا أمر إيجابي نتمنى تنفيذه بالصورة المأمولة.

كما نستطيع إسقاط هذا المثل على مشاريع إصلاح نظام التعليم التي اطلقت عبر عقود مضت لكن وجدنا أن كل تلك المشاريع لم يتحقق لها النجاح ومازالت تراوح مكانها.

كما يمكن إسقاط هذا المثل أيضاً على مشاريع القطارات التي أطلقت مواعيدها منذ عقود بغرض ربط أجزاء المملكة المتباعدة وتنويع وسائل النقل التي كانت مقصورة على الطائرات والعربات والتي حصدت مئات الآلاف من الأرواح بينما مشاريع القطارات مازالت في مرحلة الوعود،

وعندما تفاءلنا كثيراً بمشروع قطار الحرمين وجدناه يتعثر حتى بعد الانتهاء من بناء سكِّته ومحطاته وعرباته، ثم وجدنا أن العقبات مازالت تلاحقه حتى أصبح من النادر رؤيته يسير عبر سكته وسماع صوته المجلجل.

وهذا المثل أيضاً ينطبق على مطار الملك عبدالعزيز بجدة الذي طال انتظاره وحتى بعد الإعلان عن بدء تشغيله وجدنا بروز الكثير من العقبات التي تؤجل نشاطه بعد أن أصبح مقصوراً على خطوط السير المحلية كالمدن الصغيرة أما المدن الكبيرة فلازالت قيد الانتظار، فكيف بالتشغيل الكامل له، فهل نستطيع أن نقول: (في المشمش)؟.

وما أكثر المشاريع الأخرى التي يمكن إسقاط هذا المثل عليها لكن هذه المساحة لاتكفي ونتمنى أن ننسى ترديد مقولة (في المشمش) على مشاريعنا المستقبلية. والله من وراء القصد.