Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

حذاء تشيكوف؟!

A A
القصة الثانية التي أوردتها في الفصل ما قبل الأخير من كتابي (حكاية صرماية: العرب وثقافة الحذاء)، كانت بعنوان «حذاء تشيكوف».. ورغم أنها لم تكن من أشهر أعمال الكاتب الروسي، إلا أنها قصص يستعرض فيها الكاتب بعض قضايا المجتمع الروسي في عصره والأحوال الراكدة والميؤوس منها للمجتمع الروسي، وبخاصة الطبقات الوسطى في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.

****

تتحدث القصة عن ضابط اسمه (مركين) نزل في خان استيقظ في الصباح الباكر فلم يجد حذاءه، فصاح منادياً خادم الخان (سميون): إني رجل منهوك، مصاب بالنقرس المزمن، وقد جعلتني أسير حافي القدمين... أين حذائي؟ ولِمَ لم تأتِ به؟!

****

لم يجد خادم الخان حذاء الضابط فأعطاه حذاء اتضح أنه ليس حذاءه، كانتا فردتين لا تمت إحداهما للأخرى، فكلا الفردتين لا تصلح إلا للقدم اليسرى.. كما أن الحذاء ملآن بالثقوب! فقد تحذَّى النزيل (بافل الكسندرتش)، وهو ممثل فاشل، حذاء السيد (مركين) بالخطأ.

****

لم يكن أمام السيد مركين إلا أن يبحث عن الممثل (بليستوف) الذي انتعل حذاءه وترك له فردتي حذاء كلتاهما يسار.. كان قد أزف الموعد الذي يجب أن يكون فيه بحضرة قرينة الجنرال (شفليتسين)؟

****

ما تبع ذلك في قصة تشيكوف من أحداث متداخلة تُظهر وجهاً آخر للخداع الإنساني، كان ضحيتها هو ذلك الضابط التعيس الذي لم يدر أنه، وهو يبحث عن حذائه، كشف عن خيانة طرفاها الممثل وزوجة أحد زملائه على خشبة المسرح... فلم ير المشاهدون سوى (بافل الكسندرتش) يهرول خارجاً من المسرح مرعوباً وفردة حذاء السيد (مركين) في يده وكان في أثره شخص آخر مرتدياً ملابس الطائر الأزرق يحمل في يده سكيناً... ولم يرَ أحد ما حدث بعد ذلك!!

#نافذة

:

«على المرءِ قُبيْلَ الموتِ أنْ يكتُب إلى أقْرب الناس، وكَان لايفسكي يذكُر ذلك، فرفَع القلَم وكتبَ بخطٍّ مُرتعشٍ: «أمَّاه».

أنطون تشيكوف

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store