Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عاصم حمدان

مكتبات المدينة.. والدور الإيجابي للأمير فيصل بن سلمان

رؤية فكرية

A A
في اللقاءات المحدودة التي جمعتني بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنوّرة، وجدتُ سموّه مُدركًا للسمة الدينية والحضارية والفكرية لبلد المصطفى، صلّى الله عليه وسلّم، وقد ظهر ذلك جليًّا في اهتمامه بترميم المساجد الأثرية بالمدينة المنوّرة، وحثّ رجال الأعمال على المشاركة في ذلك المطلب الرفيع. كما أنّ سموّه في ليلة احتفاء معالي السيد نزار مدني بسموّه، بحضور عدد من رجالات الفكر والثقافة والأدب؛ قال عندما سُئِلَ عن مكتبات المدينة العامة، مثل المكتبة المعروفة مكتبة عارف حكمت، كان ردّه في غاية الوضوح والتهذيب؛ حيث ذكر: قوموا بزيارتنا في المدينة المنوّرة وستجدون ما يسرّكم.. في إشارة -كما فهمت- أنها تعني ضمّ المكتبات جميعها، والتي عرفت كمعلَم من معالم مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، في مبنًى يخصّص لهذه الخطوة الحضارية، والتي وإن جاءت متأخرة؛ إلا أن جهود سموّه جعلت منها حدثًا مهمًا يعكس انفتاحه العلمي والفكري، ومعرفته بأسرار البلدة الطّاهرة، وما يتطلّبه زائرها من البحث عن الآثار التي كانت ميدانًا للعصور الإسلامية الأولى، يحجّ النّاس إليها راغبين في طلب العلم بمسجدها الطّاهر، وساعين للحصول على الإجازات العلمية المعروفة.

وقد أخبرني الزميل الكريم الأستاذ يوسف ميمني بأن سمو الأمير قد اجتمع في وقتٍ لاحق مع بعض أبناء المدينة المنوّرة، من الذين ترك آباؤهم مكتبات خاصّة، جلبوا إليها نفائس المخطوطات والمطبوعات، وأصبحت مقصدًا للرحالة من المسلمين وغيرهم، وحضّهم في ذلك الاجتماع على ضرورة إثراء مكتبة المدينة المنوّرة العامة بهذه المكتبات، والتي يأتي في مقدّمتها؛ مكتبة السيد عبيد مدني، وأخيه السيد أمين مدني، ومكتبة الشيخ المعروف جعفر بن إبراهيم فقيه، ومكتبة السيد حبيب محمود أحمد، وسواهم.. وقد قوبل ذلك الطلب من سموّه بالترحاب، والإشادة بجهد سموّه في أن تكون المدينة المنوّرة حائزة على معالمها وآثارها، حيث انبثق نور العلم والمعرفة من مساجدها وحلقات العلم فيها، بما في ذلك مكتباتها.

وإن كان لي من كلمة أختم بها هذا الموضوع، فهي الإشارة إلى أنه قد حدثت في الماضي اجتهادات خاطئة تسببت في هدم بعض المساجد الأثرية في المدينة المنوّرة، بل إن بعض الأصدقاء أخبرني أن مسجد الفتح المعروف، الواقع في سفح جبل سلع ما زال مقفولاً، مع أنّ كتب الحديث النّبوي، ومنها مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، قد أجمعت على أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم دعا في هذه البقعة التي تضمّ المسجد على أعداء الإسلام من الكفّار والمنافقين، وقد أجيبت دعوته، صلّى الله عليه وسلّم.

فالأمل كبير في سمّو أمير منطقة المدينة المنوّرة، أن يولي هذه المساجد، والآثار التي تحفل بها منطقة المدينة المنوّرة وافر عنايته، ليكتمل بذلك عِقدُ التصوّر المعرفي والثقافي والحضاري المنشود، والمعبّر أصدق تعبير عن منطقة المدينة المنوّرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store