السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا شعوب العالم تسافر في العطلات سواء كانت في الصيف أو في الشتاء أو في الأعياد أو في الإجازات الرسمية أو غيرها؟!، أليس من أجل الراحة والاستجمام من عناء تعب وعمل طيلة السنة، يبحث فيها الشخص عن راحته في جو هادئ بعيداً عن المنغصات، وفي مكان آمن تُصان فيه حقوقه من قبل البلد المضياف للسيَّاح؟!.
في تركيا أردوغان الوضع مختلف تماماً، فإذا أتيت للسياحة إلى تركيا فاعرف أنك في «مهلكة، وأن أمك قد ولدتك من جديد إذا خرجت من هذا البلد بسلام أنت وأسرتك. أردوغان استخدم جماعة الإخوان المفسدين، أبطال جمع التبرعات، وبيع صكوك الغفران، وغسل الأموال لينقلب على دستورية البلاد، ويختطف الحكم من رئيس الوزراء ليصبح هو الرئيس، وهذا لا يعنينا بشيء، فهذه بلده تركيا يفعل فيها ما يشاء، ولكن الذي يعنينا هو تدخلاته السافرة في دولنا العربية في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان وغيرها، ووضع قاعدة عسكرية تركية على حدودنا الشرقية في قطر، ويحقنه نظام الحمدين الإرهابي بمليارات الدولارات، وهذا بالطبع مرفوض وغير مقبول.
أردوغان لم يتوقف عند هذا الحد بل أطلق أيدي عناصر استخباراته وعصاباته وغوغائييه لكي يهاجموا ويهددوا أمن سيَّاح سعوديين أتوا من أجل أن يصرفوا مبالغ كبيرة لمساعدة دولة اقتصادها انهار، وعملتها أصبحت الخمس ليرات بدولار واحد أمريكي، ولم يأتوا من أجل أن يعملوا ويأخذوا وظائف الأتراك؟! هل شاهدتم في الدنيا دولة تعتمد على دخل السياحة تعامل من يأتي إليها من رعايا أية دولة بالهجوم عليهم، واختطاف أولادهم، ومضايقتهم، وهم رعايا دول أبرياء لا ذنب لهم ولا دخل لهم في السياسة ولا في غيرها، ويحترمون أنظمة تركيا وقوانينها وحتى رئيسها؟!.
من حق تركيا أن تمنع أي سائح أو غيره من دخول تركيا ولكن ليس من حقها أن تسمح بدخول السائح ثم تعاقبه وتذله كونه أحد رعايا دولة تختلف مع أردوغان في مواقفه السياسية غير المقبولة البتة. فتركيا إما أن تمنع السائح السعودي، وإذا دخل بطرق غير شرعية تعاقبه، وفق أنظمة الدولة ومؤسساتها العدلية، أو أن تسمح له ولكن بشرط أن تتحمل مسؤولية حمايته منذ دخوله أي منفذ بري أو بحري أو جوي للأراضي التركية.
أردوغان أساء لنا أكثر من مرة وأولها وضع قاعدة عسكرية في قطر ملاصقة لمحافظة الأحساء، وهذا عمل عدائي بحت وفق القوانين الدولية؟!، وثانية الإساءات تصعيده لمقتل مواطن سعودي على أيدي سعوديين، وفي أرض سعودية وهم الآن بيد العدالة، الإساءة الثالثة احتضانه ليس فحسب لجماعة الإخوان الإرهابية ،التي طردناها، بل احتضانه لمن يطلقون على أنفسهم «دعاة» وهم تجار شنطة وتجار دين، واحتضانه لمن يطلقون على أنفسهم معارضين سياسيين سعوديين في حين جماعة فتح الله قولن يعتبرهم هو من المعارضين له ولسياسته، ويقوم بأعمال تعسفية ضد أكثر من ثمانين ألف معارض من هذه الجماعة، وزج بعشرات الآلاف منهم في السجون بل ويطالب أمريكا بتسليمه «قولن»، أليس هذا تناقضاً؟!.. الإساءة الرابعة هو تسخير إعلامه للهجوم على السعودية وولاة الأمر فيها، الذين أسسوا هذا البلد، وولاة الأمر لدينا خط أحمر!.
بيت القصيد هنا هو الطلب من المواطنين بعدم السفر إلى تركيا، طالما أن مواطنينا تُنتهك حقوقهم هناك.