Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

الميزانية التشغيلية للمدارس.. والتحول الرقمي

A A
يعود بعد أيام قلائل حوالي 6 ملايين طالب وطالبة في التعليم العام إلى مقاعد الدراسة بعد إجازة امتدت لأكثر من أربعة أشهر كانت أكثر من كافية لتصيب الكثيرين منهم بالملل.. ولست بصدد التحدث عن الهدر التربوي، والتعليمي، والصحي جرَّاء هذه الإجازات التي تمضي في نوم النهار وسهر الليل على شاشات الأجهزة الذكية..!!

ما أريد التحدث عنه هو (بدء الدراسة) يوم الأحد القادم ليكون عاماً جديداً فاتحاً لكثير من المتغيرات التعليمية والتربوية التي طرحتها الوزارة خلال الأشهر الماضية والتي نرجو أن تكون البنى التحتية جاهزة لمثل تلك المبادرات لتأخذ طريقها للواقع.. فهناك الكثير من التحديات التي تواجه التعليم وقد طرحتها في كتابي (واقعنا التربوي والتعليمي.. التحديات والتطلعات 2018م)؛ فهناك تحديات تختص بضعف البيئة المدرسية وعدم توفر الإمكانات المادية الملائمة، وهناك تحديات تواجه المعلم وتدريبه.. وهناك تحديات المناهج الدراسية والاعتماد على مقررات لا تخدم سوق العمل.. بل تحديات في تطبيق الأساليب التربوية لتقويم سلوك الطالب حيث أن من أهم أهداف التحول الوطني للتعليم 2020م (تعزيز القيم والمهارات للطالب).

ودعونا نبدأ من (البداية للدراسة) وظهور خبر في معظم الصحف المحلية الثلاثاء 19/12/1440هـ: «الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة أودعت أمس نحو 25 مليون ريال في حسابات المدارس لمصلحة الميزانية التشغيلية للمدارس للفصل الدراسي الأول» واجتهدت صحيفة ما بتقسيم المبلغ على عدد المدارس البالغة نحو 1632 مدرسة في جميع المراحل ليكون نصيب كل مدرسة 15,318 ريالاً، وطرحت سؤالاً كبيراً «هل تكفي لتجهيز مدرسة؟».. من وجهة نظري ونظر الكثير من التربويين والتربويات أنها لا تكفي خاصة للمدارس الكبيرة التي يصل عدد طلابها إلى 400 طالب وما فوق.. مما يضطر الكثير من المعلمين والمعلمات إلى دفع بقية المصاريف من حسابهم الخاص للتهيئة المدرسية!.

كما أن المبلغ قد وضع متأخراً فلو فرضنا مثلاً أن تقسيم المبلغ حسب حجم المدرسة فإن المصروفات التشغيلية ستختلف من مدرسة لأخرى؛ ولإجراء الحسابات، والإيداعات، والتدقيق ثم الاستلام تأخذ عدة أيام وأعمال التأهيل المدرسي تحتاج إلى وقت!! وأكثر ما نخشاه أن يأتي فعلاً يوم بدء الدراسة وأمور التهيئة المدرسية لم تنتهِ!.

خاصة إذا ما علمنا أن هناك 255 مدرسة في منطقة مكة المكرمة اعتمدت للتحول الرقمي ببوابة المستقبل منها 80 مدرسة بالطائف، وهناك أيضاً 229 مدرسة بتعليم جازان وغيرها من الادارات والمناطق التعليمية.. والتي تهدف إلى تغيير النمط التقليدي للتعليم والتحول إلى بيئة إلكترونية، والتخلص من أعباء البيئة الورقية التقليدية، وتوسيع عمليات التعليم والتعلم إلى خارج نطاق الفصل الدراسي والبيئة المدرسية، وإيجاد بيئة تعليمية ممتعة بالتفاعل الإيجابي بين الطلاب والمعلمين». كل ذلك رائع.. ولكن هل تم تهيئة البنى التحتية للمدارس لتكون جاهزة لهذا التطور الدراماتيكي في التعليم؟.

طبعاً تتولى تنفيذ مبادرة التعلم الرقمي شركة تطوير -الذراع التنفيذي لوزارة التعليم - حيث جاء في الخبر (المدينة -الثلاثاء 19/12/1440هـ ): «أنها تستهدف قادة المدارس، الوكلاء، والمرشدين الطلابيين، والمشرفين التربويين بالإضافة إلى منسقي البرنامج في المدارس ومدير النظام في إدارة التعليم، ومديري إدارة التدريب».. ولم يكن هناك ذكر للمعلمين والمعلمات الذين هم العنصر الأساسي في تطبيق البرنامج، فهل الـ 255 مدرسة بطلابها وطالباتها ستكون جاهزة للتحول الرقمي منذ بداية العام الدراسي أم أن البنى التحتية ومنها تدريب المعلمين والمعلمات لا زالت على بعد مسافات؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store