Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

الصرماتي!!

A A
لا تخلو الحكايات عن الأحذية والصرامي من بعض الإثارة. وهذه قصة صانع أحذية، أو «صرماتي» من زمننا القديم، كل ما يجمعه من أجر، رغم عمله المتواصل، لم يكن يكفي قوته وقوت أولاده إلا بصعوبة بالغة. فقرر ذات يوم أن يرحل

عن قريته، ليُجرِّب حظّه في القرى المجاورة.

****

حمل صانع الأحذية عدّة شغله، وذهب ليبحث عن عمل في قرية من القرى البعيدة.. وهناك صار يعمل في صنع الأحذية في النهار ثم يعود لينام في بيته في المساء.. كان الطريق شاقًا وطويلًا.. وذات مرة في طريق العودة، ضل صانع الأحذية طريقه.. فوجد في نهاية الطريق منزلًا مضاءً.. طرق على الباب فلم يُجبه أحد، فدف الباب ودخل المنزل فوجده خاليًا، فقرر أن يبيت

ليلته في المنزل.

****

وفي منتصف الليل سمع صانع الأحذية ضجيجًا شديدًا، وضوضاءً عالية.. فنهض من نومه مفزوعًا، فرأى ماردًا جبَّارًا

يقف على باب البيت.

- صاح المارد: مَن أنت، وكيف تدخل

بيتي، وماذا تصنع فيه؟

- رد صانع الأحذية بخوف: أنا صانع أحذية ضللت الطريق، ولم أجد غير بيتك لأنام فيه حتى

الصباح، وحكى للمارد العملاق قصته.

أشفق عليه المارد وقال له: لا تخف سوف أساعدك.. نم ليلتك مطمئنًا.. وفي الصباح ناداه المارد، وقال له: عندي بعض حذاء مقطّع، وأريد منك أن

تُصلحه لي.

- فقال صانع الأحذية: سوف أُعيده جديدًا كما كان.

وكان حذاء المارد كبيرًا جدًا، قضى صانع الأحذية ثلاثة أيام متواصلة في إصلاحه، ولمَّا رأى المارد حذاءه وقد عاد جديدًا، كافأه بجرّةٍ صغيرة مملوء بالذهب.. ثم طلب منه المارد صناعة حذاء آخر له، استغرقه أسبوعًا آخر، كافأه المارد بعده بصندوق

ضخم من الذهب.

****

لا أعرف كيف انتهت الحكاية، لكن يُقال: إن صاحبنا «الصرماتي» أنشأ بعدها أكبر مصنع أحذية في الشرق الأوسط، وأن الصرماية التي قذفها الصحفي العراقي «منتظر الزيدي» على الرئيس الأمريكي السابق «جورج دبليو بوش» كانت من إنتاج هذا

المصنع!!

#

نافذة:

مَن يعضون اليد التي تُطعمهم، عادةً ما يلعقون الحذاء الذي يركلهم.

إريك هوفر

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store