Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

لابد للمكبوت من فيضان

A A
وأنا أُفكِّر في كيفية استعراض أن هناك من سيعتبر نفسه متأذي من قراراتٍ صبَّت في صالح المرأة، مثل حريتها في السفر، وقيادة السيارة، وحرية التجارة، أتتني رسالة من صديقنا الأستاذ محمود أنصاري، في قروب يجمعنا كإخوة متحابين في الله، قروب تواصل، والأهم منه الديوانية التي تجمعنا في مدينتنا المنورة بنور المصطفى صلى الله عليه وسلم، ديوانية العم السيد المرحوم علي قمقمجي، التي أسَّسها للمحبين من سنواتٍ طوال، ويقوم بها وعليها الآن، ابنيه أخي الفاضل السيد الأستاذ خالد قمقمجي، والدكتور السيد الفاضل عباس قمقمجي، والرسالة فحواها: (المرأة التي تتعرَّض للظلم والعنف تفقد أنوثتها، لأنها تفقد أعز خصائصها، ألا وهو: «الشعور بالحب وبالأمان»، فتصبح متمرِّدة قاسية، تتحيَّن للثأر والتحرُّر)، ورددتُ: (صدقتم أخي والله نحسب القوامة تَسلُّط، وليس حب وأمان وحماية)، وقد كتبتُ مقالاً منذ سنين، وعنونته: «هذه هي فتنة النساء»، وقلتُ فيه: (تجد في مجتمعنا أن فتنة النساء منبعها جسدي، وكأنها مخلوق للمتعة والنظر لها نظرة جسدية بحتة، ونُجرِّدها من أي نظرة لآدميتها وعقلها، وتفكيرها وطاقتها وإبداعها، مع تغيُّر بسيط في نمط التفكير في حاضرنا، وتلك النظرة ما زالت قائمة لدى الكثيرين، وأيقنتُ أن الفتنة تكمن في تفكيرنا بهذا الشكل المخيف، فنشأت الفتنة الحقيقية، وارتكبنا الذنوب بحقهن، فأصبحت الفتنة حقيقية بدءاً من عضلها، وفي هذا ذنب عظيم، أوليس العضل فتنة، وحُرمت من إرثها الشرعي والتَّصرف فيه، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، وتزوَّجناها بنية الطلاق، وحلَّلنا ذلك وخدعناها، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، وغصبناها على زوجٍ لا ترغبه، ومن الأزواج مَن تجاوز سن الأب والجد طمعاً في ماله أو جاهه، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، وأجبرناها على الاستمرار مع زوج أكل مالها وحقوقها، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، وضرب الزوج لها بلا رحمة ومعاشرتها كحيوان فك من عقال، أوليس ذنباً وفتنة عظيمة، وعند الطلاق حرمناها من وليدها ومولودها ظلماً وعدواناً، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، والبعض استغل حاجتها للمال وراودها عن نفسها، وتمكَّن بماله منها، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، وتخلّينا عن خدمتها عند موت الأب، كإخوان وأعمام وأخوال، مع أننا قاسمناها واقتسمنا معها الإرث بشرع الله، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، تحكُّم الابن في الأم، فيصبح ولي أمرها، وهو غضيب مغضوب عليه، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، لم نُمكِّنها من قضاء حوائجها بالشكل الذي يحفظ كرامتها، أوليس هذا ذنباً وفتنة عظيمة، وإلى آخر تلك الفتن التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، أليست كلها ذنوباً وفتناً عظيمة، وأول تلك الفتن: طمعنا فيها جسدياً، وأنها مخلوق لهذا الشأن، لهو أكبر وأعظم فتنة. دعونا نعترف بالحقيقة، إن كن يُفتننا جسدياً كما يُقال لأنهن إناث، ودائماً يطمع الرجال في أنثى شريكة، ألا نكون نحن الرجال لهن فتنة، لأن المرأة تطمع في الرجل، وهو الشريك الوحيد لها. الإسلام اعترف بالعلاقة الجنسية، ورب العباد هذَّبها، وليست عيباً ولا حراماً في الإطار والعلاقة الزوجية، بل حلال زلال في عش الزوجية، وبالرباط المقدَّس بنية الاستمرار، وتكمن فيه الرحمة والمودة، والألفة والتآلف، والتعاون والسكنى. أمَّا أن نربط المرأة ونُعلِّقها بصورةِ الجسد أينما ذهبت وحلَّت وارتحلت، ومشت وجلست، فهذه الفتنة الحقيقية، وبهذا سيطرت على عقولنا، وتمكَّنت مِنَّا الفتنة).

وكتبتُ أيضاً مقالاً: اعطوا النساء حقوقهن المشروعة قبل أن نطالب بغير المشروع. ومن سنوات حرّمنا قيادة السيارات ظلماً وجوراً، وبعد قرار السماح أول من قدن السيارات بنات المُحرِّمين والمُتزمِّتين، وكذا الابتعاث لهن، أول ما فتح تسابق عليه المعارضين.

دولتنا بقراراتها الحكيمة ردَّت لهن الحقوق المسلوبة، وصدقوني كما قلت في المقال السابق: التربية الإيمانية أساس صحة وفضيلة المجتمعات، ومَن يخاف مِن القرارات الجديدة، هم مَن ظَلَم وتَجبَّر وتسلَّط، وهم الخائفون من إعطاء النساء حقوقهن حسب الشرع الحنيف. وللعلم في ماضي الزمان لم يكن هناك جوازات للسفر، ولا تأشيرات للعبور والقدوم، وأما مَن اتّبعوا الشرع فسوف ينعموا وأهليهم بالأمان والحياة الهادئة، كما هم فيه الآن ومن قبل، لن يتغير عليهم شيء.

نسرد ما اختص به صلى الله عليه وسلم في أمته في الآخرة.

• هم الغر المحجلون.

• شهداء على الأمم.

• أول مَن يجتازوا الصراط ويدخل الجنة.

• عمل قليل وأجر كثير.

• أكثر أهل الجنة.

• هم الآخرون السابقون.

وما اتكالي إلا على الله، ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store