Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

يبدأ النماء من 6 إلى 12

A A
بمناسبة ابتداء العام الدراسي الجديد 1440/1441هـ.. أولاً، كل عام والجميع بخير. ثانيا، أُسطِّر هذه الكلمات وأُذكِّر لكل من له وعليه المسؤولية في التعليم أن عجلة النماء الاجتماعي والاقتصادي للأمة تبدأ من مرحلة الابتدائية، أي من سن السادسة إلى سن الثانية عشرة من العمر. ولضمان أطراد هذا النمو في المستقبل، يجب التأكُّد من نجاح العملية التعليمية والتربوية لهذا الجيل، والتي ترتبط ارتباطاً قوياً بعملية التغذية الجيدة والسليمة، فكلما كانت الحالة الغذائية سيّئة، قلَّت الفائدة المكتسبة من التعليم والحياة المدرسية. نصف هذه المرحلة من العمر بالنمو التدريجي المستمر يظل الطفل فيها معظم وقته بالمدرسة، ويظهر تأثير الصديق والمعلم في المدرسة، ويصبح تأثيرهما أقوى من تأثير الآباء في النصح والإرشاد، كما يعتاد الطفل الانضباط في كثير من أموره، ويكتسب الخبرات العلمية والعملية من خلال المناهج الدراسية الحديثة، وبالاحتكاك بالمجتمع المدرسي. إضافةً إلى إظهار الاهتمام بالمال، حيث يطالب بالحصول على مصروفه اليومي، والحرية في شراء الطعام من المقاصف المدرسية والمطاعم والمحال المجاورة للمدرسة، الأمر الذي يؤدي به إلى أن يتبنَّى منحنى غذائياً بديلاً، ينتج عنه استهلاك أنواع من الغذاء ذات قيمة غذائية مثيرة للتساؤل من حيث فائدتها. أيضاً، من الخصائص في هذه المرحلة زيادة الشهية للطعام، نتيجة لزيادة النشاط الحركي والنمو المستمر، بالإضافة إلى عدم رغبة الطفل في الجلوس على مائدة الطعام مع بقية أفراد العائلة، وتناول الطعام بكفاية لانشغاله بنشاطاتٍ أخرى، كاللعب وغيره، يترتب على ذلك قلة تناوله للخضراوات المطبوخة مثلاً، أو الأطعمة المتنوعة وغيرها.

إن الطفل المثالي الذي تمتَّع بغذاءٍ سليم في هذه المرحلة نجده يتميَّز بالطول والوزن المناسبين لعمره، مما يدل على أن معدل النمو طبيعي، وأن القوام معتدل، حيث إن الرأس منتصب، والصدر بارز، والكتفان مسطحتان، والبطن غير بارزة، وكذلك النمو الجيد للعضلات، واختفاء طبقة الدهن التي يتميز بها الأطفال الأقل عمراً، وأن الجلد ناعم مائل للطراوة، والشعر لامع، والعينان برَّاقتان، هذا بالإضافة إلى الحيوية والنشاط، والتي يصدر عنهما في النشاطات الجسمية والعقلية المتوافقة، حيث تحمل التعب والجهد لفترةٍ أطول، وحسن الانتباه، والإصغاء للمعلم، والقدرة على التركيز، وأخيراً التمتُّع بالنوم الهادئ والمريح.

فعلى وزارة التعليم، وعلى المدارس، وعلى الآباء والأمهات، الاستثمار والاهتمام بهذه العجلة من النماء في مناهج التعليم، وكذلك في التربية، حتى نُنتج جيلاً للمستقبل، يستمرُ في العطاء والرقي لهذا البلد الغالي، في ظل راية الإسلام، وقيادة حكومتنا الرشيدة.

أمة الإسلام هي خير أمة أُخرِجَت للناس، وما تجرَّأ عليها الأعداء في يومٍ من الأيام، إلا بضعفها وبُعدها عن منهج ربها، والعلم من الأمور التي حفظت لها عزّتها وكرامتها. فله أهمية كبيرة، وبه تُرفع الأمم، والأخذ بأسباب التقدم -ومنها العلم- أساس متين لبنائها، ولنا في التجارب الحديثة عِبرٌ كثيرة. ويقول طه حسين (يرحمه الله): لست في حاجة إلى الإطالة في إثبات أن التعليم الأولي والإلزامي ركن أساسي من أركان الحياة الصحيحة. ونحن ملزمون أن ننشر التعليم الأولي، وتبنى عليه الأمم، وأن هذا التعليم الأولي أولى الأولويات يجب أن يلقى أرقى المقاييس العالمية ويكون في متناول يد الجميع، ليستطيع أن ينمو نمواً قوياً، وتظل أمة محمد هي خير أمة أخرجت للناس.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store