الراجح لـ المدينة : منح للمتفوقين وأبناء الشهداء بجامعة الأمير مقرن

أكد الدكتور نبيل بن علي الراجح مدير جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز أن «الأمير مقرن» أوّل جامعة على مستوى المملكة خرّجت متخصّصين في مجال الأمن السّيبراني والحوسبة الجنائيّة، مشيراً في حوار مع «المدينة» إلى دعم الطلاب والطالبات بتقديم منح دراسية كاملة وجزئية للمتفوقين والموهوبين المحليين والدوليين وأبناء الشهداء من خلال برنامج الأمير مقرن للمنح الدراسية المدعوم من الشركات والمؤسسات المحلية، وقال إن الجامعة أطلقت نادي التطوع الخاص بها الذي ضم أكثر من (200) متطوع ومتطوعة، وقد نفذت من خلاله عشر فعاليات، ومنها ما يهتم بالرياضة، إذ إن نسبة الطلاب والطالبات الممارسين للرياضة وصلت إلى (500) ممارس ومشارك في البرامج الرياضية التي تنفذها الجامعة وتشارك فيها.

وفيما يلي نص الحوار:

•• حدثنا في البداية عن نشأة الجامعة وأهدافها؟

لقد أُنشئت جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز في طيبة دار السّلام بوصفها أوّل جامعة خاصّة غير ربحيّة في المدينة المنوّرة، فكانت صرحًا علميًّا شامخًا يليق بمكانة المدينة الدّينيّة والعلميّة بخاصّة، وبالمملكة بعامّة، أمّا التّعليم فيها فيرقى إلى مستوى التّعليم العالي النّوعيّ التّخصّصيّ الرّائد. وقد اتضّح هدف الجامعة منذ بداية نشأتها؛ حين وجّه المؤسّس الرّئيس للجامعة - صاحب السّموّ الملكيّ الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مؤسّسة البيان الخيريّة للتّعليم- بضرورة أن تكون هذه الجامعة في مستوى العالميّة. وقد أسهمت كوكبة من محبّي الوطن المخلِصين والمؤمنين بأهميّة العلم والتّعلّم في تنفيذ ذلك التّوجّه الرّائد ذي المقصد العلميّ النّوعيّ والتّنوّعيّ، فبرزت تلك الفكرة إلى الوجود، وتجسّدت في صرح علميّ متميّز وفقَ أرقى المعايير الأكاديميّة التي أقرّتها هيئات الاعتماد الأكادّيمي. ومنذ نشأت هذه الجامعة عام 2014م كان التميّز هدفها الأوّل الذي لأجله صاغت رسالتها ورؤيتها، ورسمت أهدافها الاستراتيجيّة لتخريج أجيال تتحلّى بالتّعلّم المستقلّ، وبالتّفكير التّحليليّ والنّقديّ، وعلى قدر عالٍ من الثّقافة المستندة إلى البحث والتّنقيب.

التّخصّصات والبرامج

•• ما هي أبرز التخصصات والدرجات العلمية التي تقدمها الجامعة؟

نقدم درجة البكالوريوس في تخصصات مختلفة ضمن ثلاث كليات: كلية إدارة الأعمال التي تقدم التخصصات الرئيسية وهي إدارة الأعمال، التسويق، المحاسبة، المالية، إدارة الضيافة الدولية، بالإضافة إلي تخصصات فرعية وهي: ريادة الأعمال، وذكاء الأعمال، إدارة الموارد البشرية.

أما كلية الهندسة فتقدم درجة البكالوريوس في أربعة تخصصات رئيسية وهي، الهندسة المدنية، المعمارية، الكهربائية، التصميم الداخلي، وثلاث تخصصات فرعية وهي الميكاترونكس، التصميم المستدام، و الهندسة الطبية

وكلية الحاسب الالي والعلوم السيبرانية، وتقدم تخصصات رئيسية وهي، الأمن السيبراني والحوسبة الجنائية وعلوم الحاسب الآلي و هندسة البرمجيات، بالإضافة إلي أربعة تخصصات فرعية وهي الأمن السيبراني، والحاسب الآلي، وتكنولوجيا المعلومات، الأدلة الرقمية. أمّا عمادة الخدمات التّعليمية فتضّطلع بدور رئيس تشرف من خلاله على قسمين أساسيين، هما: اللّغة الإنجليزيّة، والدّراسات العامّة، أمّا قسم اللّغة الإنجليزّية فيسعى إلى تطوير مهارات الطّالب من خلال برنامج مكثّف يتضمّن عددًا كبيرًا من البرامج التي صُمِّمت وفق منهج يلائم مستوى الطّلّاب والطّالبات، ويراعي قِصَر فترة الدّراسة في تحسين مهارات اللّغة الإنجليزيّة لدى الطّلّاب. وأمّا قسم الدّراسات العامّة فيقدّم لطلّاب الجامعة وطالباتها برامج أساسيّة في الرّياضيّات، والفيزياء، والكيمياء، تساعد في تأسيسهم وإعدادهم لدراساتها في كلّيّات الهندسة، وعلوم الحاسب، وإدارة الأعمال، فضلًا عن اللّغة العربيّة، والثّقافة الإسلاميّة، وبرامج مماثلة في الإحصاء وعلم النّفس، ومواد اختياريّة أخرى توسّع من مداركهم، وتعزّز معلوماتهم، وتصقل مهاراتهم في مجالات عدّة

استقطاب أعضاء هيئة التّدريس

•• وماذا عن آلية استقطاب الجامعة لأعضاء هيئة التدريس ؟

حرصت جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز على استقطاب الممّيزين من أعضاء هيئة التّدريس بالإعلان عن وظائف التّعليم العاليّ في المنصّات المتخصّصة، بالإضافة إلى الإعلان على منصّات التّواصل الاجتماعيّ، وفي الصّحف المحلّيّة. وكذا الاطّلاع الدّوريّ على سير الخرّيجين الذّاتية الموجودة على منصّة سفير الخرّيجين، فضلًا عن زيارة بعض الجامعات المميّزة؛ مثل: جامعة الملك عبد الله للعلوم والتّقنية بحثًا عن خريجين مميّزين فيها. وبعد اختيار هذه الكفاءات الممّيزة، تجري لجنة من المختصّين مقابلتهم، وتختبر قدرتهم على التّدريس بشكل مميّز من خلال عقد درس نموذجيّ. والجامعة بهذا تعطي أولويّة التّعيين للكفاءات السّعوديّة.

تطوير المناهج والتّدريب المهني

•• كيف يتم تطوير المناهج الدّراسيّة والتّدريب الميدانيّ؟

اهتمّت الجامعة بعمل شراكات استراتيجيّة مع مؤسّسات وشركات محليّة وعالميّة بهدف تطوير المناهج الدّراسيّة وتقديم التّدريب الميدانيّ للطّلّاب والطّالبات؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر: عقدت شراكة مع كلّيّة (لوزان) الأولى عالميًّا في مجال الضّيافة لتقديم برنامج نوعي في مجال إدارة الضّيافة الدّوليّة؛ وذلك من خلال تطوير المناهج الأكاديميّة والإشراف عليها، وتقديم التّدريب اللازم لأعضاء هيئة التّدريس. وفي هذا المجال أيضًا عقدت الجامعة شراكة علميّة مع الجامعة الأمريكيّة في سويسرا لتوفير فرص التّدريب الميدانيّ الصّيفيّ في شركات سويسريّة

برنامج المنح الدّراسيّة

•• ماذا عن المنح المقدّمة في جامعة الأمير مقرن؟

إن الجامعة تدعم الطلاب والطالبات بتقديم منح دراسيّة كاملة وجزئيّة للمتفوّقين والموهوبين المحليّين والدّوليّين؛ وذلك من خلال برنامج الأمير مقرن للمنح الدّراسيّة المدعوم من الشّركات والمؤسّسات المحلّيّة، وقد خصّصت الجامعة مِنحًا متعدّدة نجملها في الآتي: منح كاملة وجزئيّة للطّلّاب المتفوّقين والمتميّزين علميًّا، منح كاملة للطّلّاب من أبناء شهداء الواجب، منح جزئية للمتميّزين والموهوبين في مجال معيّن، نحو ريادة الأعمال.

•• هل يتم توفير سكن للطلاب؟

بهدف استقطاب الطلاب من مدن المملكة وخارجها، سعينا هذا العام إلى توفير سكن طلّابيّ فندقيّ مجهّز تجهيزًا عالي المستوى، وبأجر رمزيّ، وقد راعينا قربه من موقع الجامعة لتوفير الوقت والجهد والمال على الطّلّاب، ومساعدتهم على التّحصيل الأكاديمي.

أعداد الطلاب المنتظمين

•• كم يبلغ عدد الطّلّاب والطّالبات المنتظمين في الجامعة ؟

بلغ عدد المنتظمين في الجامعة ألفًا وخمسة عشر (1015) طالبًا وطالبة حتى نهاية الفصل الدّراسيّ الثّاني من العام 2018-2019م، بواقع (415) طالبًا و(600) طالبة. وقد تخرّجت الدّفعة الأوّلى من الطّلّاب والطّالبات في العام الأكاديمي 2018-2019م، وكانوا (96) طالبًا وطالبة، بواقع (41) طالبًا و(55) طالبة.

و يغمرنا الفخر بوصفنا أوّل جامعة على مستوى المملكة خرّجت متخصّصين في مجال الأمن السّيبراني والحوسبة الجنائيّة، ويحدونا السّعي إلى التّعاون مع الشّركات والمؤسّسات الحكوميّة والخاصّة لتوظيف الطّلّاب، وتوفير فرص التّطوير والتّدريب الوظيفيّ، سواء من خلال البرامج التّدريبيّة أو الوظائف الجزئيّة.أبرز البرامج

•• ما هي أبرز البرامج الدراسية والأنشطة الطلابية؟

برامج الجامعة الدّراسيّة وأنشطتها الطلابية متعددة ومتنوعة، تسعى في مجملها إلى تخريج كوادر مؤَهَّلة ومسؤولة وقادرة على الإسهام في اقتصاد الوطن ورسالته. وقد ركّزت خطة الأنشطة الطلابية على محاور متعددة ومتنوعة، تعزز تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 والتوجهات الرائدة في إعداد الطلاب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتطويرها، ومنها ما يولي غرس القيم وتأصيلها في نفوس الطلاب ومنسوبي الجامعة، وذلك من خلال مبادرة (خير أمّة) التي أطلقها سموّ أمير منطقة المدينة المنورة، ومنها ما يعزز ثقافة التطوع ويسعى إلى نشرها في المجتمع، ولهذا الغرض أسست الجامعة نادي التطوع الخاص بها الذي ضم أكثر من (200) متطوع ومتطوعة، وقد نفذت الجامعة من خلاله عشر فعاليات في هذا المجال، ومنها ما يهتم بالرياضة، إذ إن نسبة الطلاب والطالبات الممارسين للرياضة وصلت إلى (500) ممارس ومشارك في البرامج الرياضية التي تنفذها الجامعة وتشارك فيها، ومنها ما يعنى بالصحة؛ وذلك من خلال تأسيس نادٍ للصحة، تقدم فيه البرامج الصحية التي تهدف إلى غرس العادات الغذائية الصحية لدى الطلاب والطالبات ومنسوبي الجامعة، فضلًا عن البرامج الرياضية التي تعالج حالات زيادة الوزن، والتعاون لتحقيق هذا الهدف مع الجهات الخارجية ذات العلاقة، ومنها ما يتناول الترفيه الهادف؛ وذلك بتقديم النشاطات الترفيهية المتنوعة التي تلبي رغبات أكبر عدد من الطلاب مع مراعاة أجواء المدينة المنورة والالتزام بحدود الشريعة والعرف الاجتماعي، ومنها ما يهتم بالثقافة، وذلك بتقديم النشاطات الثقافية لتعريف الطلاب وإشراكهم في قضايا المجتمع واهتماماته؛ وذلك من خلال عقد ورش العمل، والمحاضرات المتنوعة، واستضافة المتحدّثين الملهمين وذوي التأثير، ومنها ما يتناول جوانب التوعية، نحو: التوعية بالأيام العالمية والمحلية، والتفاعل معها، ومنها ما يتعلق بالمهارات: وذلك بتقديم النشاطات التي تدعم صقل مهارات الطلاب، وتركّز على مهارات القرن 21 ودمجها داخل النشاطات المقدمة.

​التحوّل الرقمي

•• تتجه المملكة نحو التحوّل الرقمي، ما هي سبل تعزيز هذا التوجه في جامعتكم ؟

التحوّل الرقمي أصبح من الضروريات في جميع المؤسسات والهيئات والجامعات التي تسعى إلى التطوير؛ وذلك بتحسين الخدمات وتسهيل وصولها إلى المستفيدين منها. وهو بهذا لا يعني تطبيق التكنولوجيا داخل المؤسسة فحسب، بل هو برنامج متكامل شامل، يمسّ سير العمل داخل المؤسسات والهيئات في جميع أقسامها؛ حكوميّةً كانت أو قطاعًا خاصًّا. وعلى هذا فالتحوّل الرقمي يحسّن الكفاءة التشغيلية؛ فضلًا عن تحسين الخدمات المقدمة للعمل والجمهور المستهدف، ويوظف التّكنولوجيا أمثل توظيف، ويوفر الوقت والجهد في آن معًا.

وقد أنشأنا في الجامعة (لجنة التحوّل الرقمي) للارتقاء بنظم المعلومات وتقنياتها وتحقيق الجودة الشاملة، ومواكبة التطورات التقنية، وتوفير وقت المستفيد وجهده بشكل كبير، وتقليل التكلفة المادية، وتحسين الكفاءة التشغيلية والجودة، وتبسيط الإجراءات للحصول على الخدمات المقدمة لطلاب الجامعة ومنتسبيها على حدٍّ سواء، وسيكون هناك عدة أنظمة تزيد من كفاءة الخدمات المؤتمتة لمنسوبي الجامعة، وقد ناقشنا عددًا من المشاريع التقنية التي تعمل عليها مختلف الإدارات والقطاعات والمراكز التابعة للجامعة، وهي مشاريع تستهدف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين. ومن أبرزها: نظام ذكاء الأعمال، والاتصالات الإدارية، ونظام العناية بالمستفيدين والدعم الفني، ونظام الأتمتة الإجرائي، وإدارة سير العمل، ونظام الرد الآلي التفاعلي،... وغيرها من الأنظمة التي تفيد الطالب ومنتسبي الجامعة وغيرهم من المستفيدين في مختلف التخصصات ولعلّنا نذكر بعضًا من مهام لجنة التّحول الرقمي: تطوير سياسات التحوّل الرقمي من خلال تنفيذ إطار عمل وآليّة تنفيذ موحدة شاملة، اتخاذ ما يلزم لتنفيذ التشريعات اللازمة للتحوّل الرقمي، تفعيل الحوكمة الرقمية والتأكد من مواءمتها الاستراتيجيات والأولويات الخاصة بالجامعة، تحديد الأولويات اللازمة للتحوّل الرقمي، وتحديد الدعم اللازم لضمان سرعة تحقيق الغايات المرجوة.