Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز معتوق حسنين

ولد ملكًا وعاش ملكًا ومات شهيدًا

A A
صباح يوم الخميس الماضي فتحت إحدى الجرائد المحلية وإذا بخبر على صفحة الثقافة عنوانه «تركي الفيصل يعلن تفاصيل فيلم (ولد ملكًا)»، هذا ما جعل يَراعي يخطُّ هذه السطور بمناسبة اليوم الوطني الذي يصادف الـ23 من شهر سبتمبر من كل عام.. تذكرت موقفاً لجدتي آنذاك كان عمرها 90 سنة جالسة في غرفة نومها على حافة السرير تكد في شعرها وتتحدث مع نفسها وتقول: «قتلوه الملاعين حبيبنا ومليكنا فيصل».. امرأة عجوز تعدى عمرها تسعة عقود من الزمن، أمية لا تقرأ ولا تكتب، تشعر بموت الشهيد الملك فيصل -يرحمه الله-، معنى هذا أن الملك فيصل كان حاضرًا في قلوب أهله وشعبه من صغيرهم إلى كبيرهم.. هكذا كان الملك فيصل.

كما أذكر أنه في حرب أكتوبر 1973م كانت ردة فعل الملك فيصل أنه أمر بإغلاق ضخ البترول السعودي إلى الدول المساعدة للعدو الصهيوني إسرائيل ضد جمهورية مصر العربية واحتلال هضبة الجولان حيث أغلق الضخ لمدة حوالي أسبوع.. في تلك السنة كنت أحضر لشهادة الدكتوراة في جامعة لندن في المملكة المتحدة البريطانية، أذكر أن نتيجة ذلك الإغلاق جعلت أوروبا ودول الغرب تعمل لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع فقط بسبب نقص الوقود وقامت بتوزيع كوبونات البنزين على ملاك السيارات وحددت الكمية كل على أهمية عمله ووظيفته.. كذلك حددت عدد الساعات لإضاءة المنازل والأماكن الحكومية ذات الأهمية للخدمة العامة.

أذكر أنني كنت خلال تلك المدة أصحو من نومي على الفجر وبعد الصلاة أركب سيارتي الصغيرة التي خزانها لا يحمل أكثر من خمسين لترًا، كنت أذهب لمحطات الوقود لأجد طابوراً طوله كيلومتر، أنتظر دوري حتى أصل للمضخة لأجد أن المحطة قد فرغت من بنزينها لأذهب إلى محطة أخرى لعلي أجد من البنزين المحدد لي وفقًا للكوبون الموزع من قبل الحكومة البريطانية بحكم أنني طالب جامعة.. هكذا كان وضع أوروبا نتيجة إيقاف ضخ البترول السعودي تنفيذًا لأمر الملك فيصل -يرحمه الله-.

فاليوم نحتفل باليوم الوطني لهذا البلد الآمن بلاد الحرمين الشريفين تحت راية «لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وفي ظل قيادتنا الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أبقاهم الله أمنًا وأمانًا وذخرًا لهذا البلد الذي دعا له أبو الأنبياء في قوله عز وجل «وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات» إلى آخر الآية.

تسعة عقود من اليوم الوطني عقبال الألف سنة بأمن وأمان ونعمة دائمة إن شاء الله.. وأختم هذه السطور بقوله عز وجل تجاه من يعادينا «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» إلى آخر الآية.. يرحمك الله يا أبا عبدالله، فيصل بن عبدالعزيز.. وكل عام ووطني بخير وعافية وأمن وأمان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store