Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

استقبال المؤسس للملك فاروق في رضوى.. قمة تحفظها ذاكرة الوطن

استقبال المؤسس للملك فاروق في رضوى.. قمة تحفظها ذاكرة الوطن

بدأت 10 صفر 1364 هـ واستمرت ثلاثة أيام

A A
استعاد سالم الحجوري صاحب متحف رضوى بمحافظة ينبع التابعة لمنطقة المدينة المنورة، اللقاء التاريخي الذي جمع المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- بالملك فاروق ملك مصر السابق، يوم 10 صفر 1364 هـ الموافق 25 /1 /1945، وكان اللقاء في سهل منبسط بين ينبع وبين جبل رضوى المعروف، الواقع شمال شرقي ينبع، على امتداد البحر الأحمر

وصدرت خلال الاجتماع أربعة بلاغات رسمية عن الديوان الملكي السعودي، الأول في 12 صفر 1364 يشير الى أن التقاءهما كان في صباح الأربعاء المواقع 10 /2 /1364هـ الموافق 25 /1 /1945م، والثاني في اليوم نفسه، بتبادل الأحاديث بينهما في المُخيم الملكي، وان الملك فاروق يتوجه بعد ظُهر ذلك اليوم الى المدينة المنورة، والبلاغ الثالث في 14 / 2 / 1364 هـ الموافق 29 / 1 / 1945 م، ويذكر عودة ملك مصر من المدينة الى مخيمه في سفح رضوى يوم 13 / 2 / 1364 هـ، وان المحادثات استمرت في سرادق الملك عبدالعزيز الى منتصف الليل، والبلاغ الرابع في 19 / 2 / 1364 هـ الموافق 2 / 2 / 1945م، ويذكر تبادل الهدايا والأوسمة وتبادل العلمين السعودي والمصري باحتفال عسكري اشتركت فيه ثُلتان من الجيش السعودي وجيش البحرية المصرية رمزاً للصداقة بين البلدين.

لقاء تاريخي

وقال الحجوري: إن مكان اللقاء التاريخي الكبير بين الملكين، تم اختياره بعناية واستمر لثلاثة أيام تخللها سفر الملك فاروق لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وتحول المكان إلى مدينة برية عصرية متكاملة.

وتابع كما يقول كريم ثابت المستشار الصحفي المرافق للملك فاروق في كتاباته الصحفية التوثيقية، حيث يذكر أنه شيدت ألفا خيمة في ذلك المكان وفرشت جميعها بما يليق من سجاد وأثاث وتجهيزات وقسمت لمعسكرين كبيرين أحدهما للضيف المصري الكبير والمرافقين له والآخر يخص الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ والأمراء والوزراء والعاملين في الدولة والحاشية ومستقبلي الملك فاروق -يرحمه الله-.

وأضاف الحجوري: تحول المكان إلى فندق ضخم بالصحراء مضاء بالكهرباء وزودت الخيام الملكية بالماء الساخن والبارد حتى أن المستشار الصحفي يذكر إعجاب الملك فاروق بالجناح الخاص به الذي يعكس حرص الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- على إكرام ضيفه، وتم تجهيز ثلاثمائة وستين سيارة لنقل الضيوف والجموع والمشاركين، وشهد المكان أيضًا استعراضات عسكرية لأكثر من ستة آلاف من الجنود من بينهم أربعة آلاف من المجاهدين أو ما يسمى الحرس الوطني فيما بعد، والباقي من جنود الأمن العام والجيش العربي السعودي، كما تم مشاركة ثلاث سيارات مخصصة للاسلكي.

وفي صباح الأربعاء العاشر من صفر 1364 الموافق 24 يناير 1945 كان اليخت الملكي «فخر البحار» يصل مع الطوافة فوزية إلى شرم ينبع في موقع مركز حرس الحدود الحالي ليصعد إليه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود مع عدد من الأمراء وهم فيصل ومحمد ومنصور ونواف، وعدد من الأمراء إلى جانب الشيخ حافظ وهبة الوزير السعودي المفوض في لندن والشيخ يوسف ياسين سكرتير جلالة الملك عبدالعزيز وعبدالحميد منير القائم بأعمال المفوضية الملكية المصرية بالنيابة في جدة، حيث صعد الجميع على ظهر اليخت الملكي ورحبوا بضيف البلاد الكبير وهنؤوه على سلامة الوصول، ثم رافقوه مستقلين زورقهم إلى حيث المرسى البحري بالشرم، حيث كان الملك عبدالعزيز وجموع من رجالات الدولة والمهنئين في انتظارهم، وهناك تعانق الزعيمان الكبيران - يرحمهما الله - عناقاً أخوياً بينما كانت المدفعية من اليخت الملكي فخر البحار ومدفعية الميناء تطلق طلقاتها الترحيبية، ثم استقل الجميع السيارة المخصصة متجهين إلى المعسكر الذي أعد لهذه المناسبة الغالية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store