Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جدِّد مفاهيمك: الزمن!

هل تشعر بقول الزميل الأمير/ «أحمد شوقي»:دقَّاتُ قلب المرءِ قائلةٌ له * إن الحياةَ دقائق وثوانِ؟أو بقوله: قد يهون العمرُ إلا لحظةً * وتهون الأرضُ إلاَّ موضعا؟

A A

هل تشعر بقول الزميل الأمير/ «أحمد شوقي»:دقَّاتُ قلب المرءِ قائلةٌ له * إن الحياةَ دقائق وثوانِ؟أو بقوله: قد يهون العمرُ إلا لحظةً * وتهون الأرضُ إلاَّ موضعا؟وكم تعرف من النسوة حولك من تقول لك جادةً جداً: إنها لم تتجاوز الخامسة والثلاثين؟ طيب وحفيدها «العشرطعشي»؟ بسيطة: لقد تزوجت قاصراً في الثامنة! وكم تعرف من الرجال من يغالط في الحقائق نفسه ـ على رأي الزميل «الكذاذيبي» ـ ويصبغ بياضه بسوادٍ؟ و»يتمنذل» بـ»أم العيال» ـ التي لم تتجاوز الـ(35) ـ فيتزوج عليها «قاصراً» بعمر ابنته الصغرى، بدعوى أنه مازال «شاباً» لم يطفئه فيضان العمر، ولا عواصف السنين؟ كما أطفأها هي، وعَوْصَفَهَا فصارت «جدة غير»، بعد أن كانت «عروس البحر الأحمر»؟وهل لديك تفسيرٌ لتأخرنا عن «العالم الأول» أوضح من عدم إحساسنا بالزمن؟ تذكَّر نظرية أستاذنا الدكتور/ «عبدالله الغذامي» التي تقول: إن الفكر العربي لا يسير في خط تصاعدي ـ كالفكر الغربي ـ بل في دوائر، وضَّحها تلميذه الأخ/ «أنا» بدوائر «الأسلاك الشائكة»؟ و»أطزج» مثال لها: «إقالة «بيسيرو» وتعيين «ناصر الجوهر» مدرب «فزعة» وطني للأخضر المشارك في كأس «حارة آسيا 2011»! ومنذ كأس «حارة آسيا 2000» أقيل «ناصر الجوهر» وأعيد سبع مراراتٍ مرارير أمراراً! عشر سنوات وحيثيات الإقالة والإعادة واحدة لم تتغير! ولا تعد إلى مطلع الثمانينات بإقالة «مانيللي» وتعيين «زاجالو»، ولكن عد إلى «الغذامي» وتخيل الخط التصاعدي «زمنياً»، فكيف تكون الدوائر؟ هدئ أعصابك، وخذ حبة دوخة لتواصل المقالة، فمنذ الزميل/ «أرسطو» وإشكالية الزمن لم تحسم؛ إذ مازالت تتكون من ثلاث وحدات: «ماضٍ» لا يمكنك استعادته، ولا ينفعك البكاء عليه! و»حاضر» لا يمكنك الإمساك به؛ فما أسرع ما يمدُّ لك لسانه؛ لتتحسر مع شاعر «فَرَسَان» الكبير، وناثر «الأشرعة» في «عكاظ»/ «إبراهيم مفتاح»: «ليت المرايا تحتفظ بالذي كان»! ومستقبل «مالوش ملامح» وإن استطاع العلم تحديد جنسه: ولداً أم بنتاً؟! ولكنك لن تستغرق في اللحن «السنباطي» الرائع لرباعيات الزميل «عمرالخيام»؛ حتى تفاجأ بالزميل/ «آينشتاين» يخلط لك تلك الوحدات «الأرسطية» بالنسبية؛ كما خلطت جدتي «حمدة» ـ صاحبة السيارة «دوجٍ حمر والرفارف سود» ـ قبضة من الملح، والطحين، والسكر، وعاقبت حفيدها بفصل كل صنف على حدة، قبل أن ينفصل «سِلفا» عن «كِير»!أما «بنو يعرب» فاللخبطة الزمنية متأصلةٌ في لغتهم ـ فكرهم «منطوقاً» ـ المحنَّطة منذ الزميل/ «رائحة التفاح سيبويه»! فإذا كان «الماضي» هو: ما حدث في الزمن الغابر! فلا دخل للمضارع بالزمن إطلاقاً؛ وإنما سمِّي بذلك لمضارعته ـ مشابهته ـ اسم الفاعل: «يَكْتُبُ» مضارع لـ»كَاتِب»! وفي البناء الشكلي فقط؛ فكلاهما يتكون من: «متحرك/ ساكن/ متحركين/ ساكن»! وعليه: فالفعل: «كَتَبَ» ماضٍ، والفعل: «لم يَكْتُبْ» ماضٍ أيضاً! ولكن لا اعتبار للوقت عند العرب! وللتوضيح تأمل عبارة: «راجعنا بكرة»، وحاول أن تربطها بالزمن! و...»ودِّعْ هواك وانساه»!!!So7aimi@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store