قد كتبنا من قبل أكثر من مرة وتكلم الشيخ الفاضل الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي، وكتبنا واستعرضنا قوله بأن مد الرِّجل تجاه المصحف الشريف لا يجوز بل حرام ومن يفعل ذلك آثم ومذنب وليس له حياء مع الله جل جلاله ولا مع كلام الله عز في علاه وليس ذلك من الأدب.
وقد بينت من سابق أن الحبيب صلى الله عليه وسلم، لما أتى اليهود له صلى الله عليه وسلم بالتوراة ليحكم بينهم كانت تحت وسادة فسحبها ولم يضع التوراة على الأرض، وقال آمنت بك وبمن أنزلك، على كامل علمه صلى الله عليه وسلم بتحريفها.
واليوم نجد مدَّ الأرجل حتى في الحرمين الشريفين تجاه المصاحف بكل ما في ذلك من حرمانية، والعجيب والمريب أن العدوى انتقلت الى أطفالنا فأصبحوا مثل آبائهم، وآباؤهم بجانبهم، لا تجد لهم نصحاً للأبناء بل الأدهى أن البعض يضع المصحف على الأرض مباشرة وذلك ملاحظ على كبار وصغار وخاصة عند سجود التلاوة.
فإن كان بعض كبار السن يبرر فعله بأن أرجله تؤلمه وليس له عذر لأنه ممكن أن يجلس في صف ليس أمامه مصاحف، فما عذر الأطفال والأبناء؟.
كيف نطلب من غير المسلمين عدم مس القرآن الكريم أو التعرض له بفعل ليس فيه تقديس ولا احترام لكتاب الله عز في علاه وهذا حالنا، فلنستوعب أنه غير مخلوق بل هو كلام الله جل جلاله وعز في علاه وكلام الله له قدسية وأي قدسية؟، قدسية تليق بكلام الله، هل نستوعب أنَّ كلام الله منزل من العلي القدير.
ويجب على الأئمة في المساجد والخطباء والمؤذنين التنبيه على حرمانية هذا الفعل المشين ومن العجيب أني تكلمت مع أحدهم فقال العمد على النية. بعض الأعمال النية لا تعفي من الذنب فيه لأن الفعل المحرم ليس هناك نية صالحة لتبريره، وقد فصلت في مقال سابق عنونته (النية لا تعفي من ذنب)
فلنتقِ الله ونتعلم ونعلم أبناءنا تقديس كتاب الله، فهل نستوعب مدى خطورة الاستهانة به وبذلك نجرئ أعداءنا على الإقدام على أفعال مشينة بقصد إهانته وإهانة المسلمين وحاشا أن يهان القرآن الكريم منا أو منهم بل في ذلك عذاب أليم.
*من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم إخباره عن المغيبات ومنها ما في الماضي ومنها ما في حاضره صلى الله عليه وسلم ومنها ما في المستقبل وسوف نستعرض بمشيئة الله تعالى من المقال القادم كل قسم من أقسامها وما فيه من إخبار منه صلى الله عليه وسلم .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
