Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الجودة والإتقان في رحاب التربية والتعليم

ثقافة الجودة والإتقان والتميّز في الأداء، مطلب حضاري لكل الشعوب والأمم، وما نعيشه اليوم من حِراك ثقافي تربوي، وتجاوب إعلامي واجتماعي للمحفل التربوي هو الأبرز في الأسبوع المنصرم، حيث عُقد مؤتمر الجو

A A

ثقافة الجودة والإتقان والتميّز في الأداء، مطلب حضاري لكل الشعوب والأمم، وما نعيشه اليوم من حِراك ثقافي تربوي، وتجاوب إعلامي واجتماعي للمحفل التربوي هو الأبرز في الأسبوع المنصرم، حيث عُقد مؤتمر الجودة الشاملة الأول في التعليم العام، برعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- لنستشرف معًا مستقبل للوطن والمواطن، نُحقق فيه سويًّا معايير الجودة العالمية، من خلال تضافر الجهود، وتوفر الإمكانات المتاحة، لتحقيق الهدف والرؤية التي ينشدها ولي الأمر.من الواضح الجلي التلاحم والتكامل بين وزارتي الثقافة والإعلام، والتربية والتعليم، من خلال مواكبة فعاليات هذا المؤتمر الهام في فترة حساسة من تاريخ الوطن، واتّضح ذلك من خلال تخصيص قناة باسم الجودة، لنقل فعاليات هذا المؤتمر، لتعم الفائدة لجميع المهتمين بهذا الشأن.تابع المهتمون من منسوبي وزارة التربية والتعليم أهداف هذا المؤتمر، ومحاوره، ومخرّجاته، وتوصياته، وما تمخض عنه من قرارات، ومن أنباء سارة، أعلن فيها المسؤولون بالوزارة عن تحوّل تاريخي يشارك فيه القطاع الخاص بقوة، في دعم مشاريع تعليمية من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية، وتحقيق أعلى معايير للجودة.للإعلام دوره الهام جدًّا في نشر ثقافة الجودة، في زمن تتسارع فيه عجلة التنافس العالمي، ولن نستطيع اللحاق بالركب إلاّ إذا سرنا بسرعة أكبر من سرعتهم، لتعويض الفارق بيننا وبينهم، وسيتأتى ذلك بمشيئة الله تعالى إذا مارسنا جميعًا -أفرادًا وجماعاتٍ- معايير الجودة الشاملة.ولتحقيق ذلك في أروقة الميدان التربوي، لابد من وجود القدوة الحيّة التي يتمثلها الفرد في حياته اليومية، سعيًا للوصول إلى ما وصلت إليه هذه الشخصيات، التي حققت قدرًا عاليًا من الجودة في الأداء، وإنجاز عملها، والتي تضاهي المعايير العالمية بإمكانات وقدرات ومهارات عالية، لنصل بمخرّجنا التعليمي إلى المأمول والمبتغى، الذي يحقق المنافسة الدولية، وليس على مستوى العالم العربي أو الإسلامي فحسب.عندما تكون الهمم عالية، والطموحات كبيرة جدًّا، بمقدار حبنا لوطننا، واعتزازنا بانتمائنا إليه، نستطيع أن نصل إلى ما نصبو إليه، وإلى ما خطط له قائد هذا الوطن، الذي يرعى حفظه الله مؤتمر الجودة، ويقود سفينة الوطن نحو المستقبل.تابعتُ في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر محاضرة الأستاذ «أحمد الشقيري»، هذا الشاب -الذي بلغت شهرته الآفاق- يُمثِّل قدوة حيّة، ونموذجًا لشاب لديه حسٌّ عالٍ بالوطنية، التي ترجمها لأفعال لا أقوال، وتلك عبارة تفوّه بها سمو وزير التربية والتعليم في الجلسة الافتتاحية، بأننا نريد تمثّل سلوك الجودة بالأفعال، وسموّه الكريم مَثَّل للطلاب، ومنسوبي المدارس قدوة حسنة، حين قام بتجربة رائدة في ممارسة سلوك النظافة مع الطلاب، في مدارس مختارة من مدارس الوطن. عندما تابعتُ هذه المشاهد، تذكَّرتُ يومًا مميّزًا في مدرستي بالمدينة النبوية، كنا في حصص الريادة مرّة كل شهر نغسل وننظف فصولنا ومدرستنا، وكانت من أجمل الأيام واللحظات، تَرَكَت هذه الذكريات أثرًا عميقًا في نفسي، وأصبح سلوك النظافة ملازمًا لطالبات المدرسة، وعندما أصبحتُ معلمة حاولت إكساب طالباتي هذا السلوك، فلا أقدم على شرح الدرس إلاّ بالقيام معًا بتنظيف الفصل أولاً، هذا ما يحتاج إليه هذا الجيل، عندما يتمثل الكبار السِّمات والصفات الأخلاقية سلوكًا حقيقيًّا بلا زيف، ولا خداع، ولا ادّعاء، فالصدق والوضوح لا يتواريان عن العاقل الفطن، وإن كان صغيرًا، وسيّدنا علي -رضي الله عنه وأرضاه- كان يشير إلى أن ما يبطنه الإنسان في قلبه يظهر في فلتات لسانه، فإن كان صادقًا استشعر الآخرون صدقه، وإن كان دون ذلك لابد أن يفضحه لسانه.مؤتمر الجودة بوابة إلى عالم المستقبل، الذي نستشرف فيه الوصول إلى العالمية والتميّز في الأداء قولاً وفعلاً وسلوكًا. أدام الله علينا نعمه، وأطال في عمر قائدنا أبي متعب رعاه الله.Majdolena90@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store