Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

ماتت الحياة.. فمَنِ التَالِيَةُ؟!

A A
* «صحيفة الحياة» التي انطلقت عام 1946م، توقفت عن الصدور ورقياً منذ سنة تقريباً، بينما مَات موقعها الإلكتروني وحساباتها على مواقع التواصل قبل أكثر من «20 يوماً»؛ أما السبب فتلك الأزمة المالية التي تحاصر «المؤسسات الصحفية حول العالم»؛ حيث أصابها شُـحٌ في سوق الإعلانات، وتراجعٌ في المبيعات تحت ضغط من مواقع التواصل الحديثة، والمواقع الإلكترونية التي أصبحت أسرع وأقرب للإنسان في أخبارها وتقاريرها، ولما تمتلكه من شفافية وحرية لا حدود لها، في حين أن الصحف الورقية لِملامحها الرسمية تعمل في ظِـل أعراف وقيود؛ ومِقَصُّ رقيب لا يرحم، وإنْ اختلفت حِدَّة سِنَانِهِ مِـن بلد لآخَر!

* وهنا وفَاة «الحياة» سبقها «الشَّرق والنَّادِي والرِّيَاضِي» محلياً و «السَّفير اللبنانية» وغيرها عربياً وعالمياً؛ ويبدو أنّ معظم (الصحف في طبعاتها الورقية) ليست بعيدة عن ذاك الكَفَن ثَمّ القَبْر، في ظِلِّ التحديات السابقة التي يَنضَم لها أنّها مازالت تَدور في فَلَكِ نَمَطيّـتها، جراء ضعف كوادرها الإعلامية؛ لاعتمادها كثيراً على المتعاونين الذين معظمهم غير مؤهلين، ومشغولين بوظائفهم الأساسية.

* ولكن في تلك السماء الملبدة بالغيوم والصواعِـق الرعدية أرى أن هناك نافِذة نُور يمكن أن تعيد شيئاً من الأمل لــ(مؤسساتنا الصحفية) إذا هي بحثت عن وسائل جَذب جديدة تمزج بين التقليدي والحَديث، معتمدة على تأهيل صَحَفِيّيها، مع التركيز على الحصريات في حواراتها وتحقيقاتها الاستقصائية، والإفادة من تجارب عالمية كإصدار طبعات مجانية تُوزع في وسائل النقل والتجمعات البشرية، التي من ميزاتها رواج الإعلانات فيها، كما هو الحال مع «صحيفة مترو» التي تُصْدِرُ (أكثر من 17 مليون نسخة يومياً، في 67 طبعة، لِتُوزع في 23 دولة في أمريكا وأوروبا وآسيا)!

* أخيراً حكومتنا الرشيدة كانت ولا تزال قادرة على إدارة الأزمات في مختلف الملفات، فالعام الماضي فعلها ولي العهد الأمين مع الأندية الرياضية؛ إذ أنقذها من مصيرها المظلم، وبالتالي فهي قادرة على نَجدة ودعم مؤسساتنا الصحفية الأصيلة، التي كان لها عطاءاتها الوطنية والإعلامية والثقافية في ماضي الوطن وحاضره، وستبقى -ورغم المتغيرات- هي الصوت الأكثر مصداقية وثقة وقبولاً عند المتابعين، بعيداً عن مهاترات وشائعات الكثير من برامج وحسابات مواقع التواصل الحديثة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store