Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

فرسان.. والمطار

همزة وصل

A A
حينما أرى وجهك يا أمي أرى «فرسان» الأمس وفرسان اليوم وتاريخ طفل يرى الدنيا كلها في حضنك الدافئ المملوء بالحب والحنان والحياة والتضحيات والتعب الذي لم يكن أبدًا السهل، يوم كان كل شيء هو أصعب من أن تقدر كلماتي الصغيرة تصويره هنا للقارئ الذي (لا) يعلم كيف كانت تلك الأيام الجهمة وكيف كانت فرسان وحياتنا وبيتنا وحبنا وفرحنا وبساطتنا وإنسانيتنا التي كانت هي ملح الحياة، يوم كان الحب هو القاسم المشترك بين كل الأرواح، وكان هو سيد المكان والإنسان والجيران الطيبين، صحيح يا أمي كان الفقر حقيقة، لكنه لم يكن أبدًا سوى حياة كانت تمر هكذا كما هي دون أن نشعر بها، ذلك لأن فرسان كانت صورة أخرى لعروس بنكهة الزعفران، غلفت أرواحنا بلطف حجب عيوننا عن عالم المقارنة، فكنا لا نرى سوى فرسان، تغني لنا، تلاعبنا، تبهجنا، وتحملنا بين يديها عصافير في سموات البراءة العذبة والتي كانت هي أهم ملامح الصدق والود والإحسان والإنسان الفرساني النبيل..

اليوم كل شيء تغير يا أمي والأمل في القادم أجمل ليمنح فرسان جمالا آخر يضيف إلى وجهها الفاتن صور حضارية أخرى وكلنا ما يزال يأمل في مطار يخفف عن كاهل المسافرين والزائرين بعض من تعب البحر، وعذابات البحر، وحصار البحر الذي يمارس على أهلها مزاجيته ويمنع أهلها من الخروج منها أحيانًا، وهذه حقيقة هي ما تزال قائمة لقصة تعب يتكرر يوميًا نتمنى أن ينتهي قريبًا ليأتي المطار عاجلا ويحملنا منها وإليها بفرح وشوق متى ما شئنا بعيدًا عن الريح وطقوسه التي يفرضها علينا كما يشاء ولا حول لنا سوى أن ندعو الله أن يحقق لنا كل أحلامنا عاجلا..

(خاتمة الهمزة)... أنا لا أتمنى أكثر من أرى البحر وألوانه تعكس على «فرسان» جمالاً وجسورًا ومطارًا وطائرات تحلق بنا إلى عالم جميل في وطننا الكبير... وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store