Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

الترفيه وصناعة المجتمع

A A
لا شك أن التغييرات التي حصلت في المجتمع خلال سنتين فقط تفوق رُبما التغييرات التي حصلت في العالم أجمع على مدى أربعين عاماً والغالبية مُتفق على ذلك ونلمس ونشعر ونشاهد تلك التغييرات سواء في الطُرقات أو المولات أو حتى التعاطي مع المواقف والأحداث والتعاملات بين «الرجل والمرأة» ونوعية التعامل بين طبقات وفئات المُجتمع وقبولنا للآخر والتعايش مع المُعتقدات والأفكار، انتهى «زمن الإقصاء» والترصُّد، وانتهى زمن التشكك والملاحقات والمطاردات، وانتهى زمن التفرقة بين الرجل والمرأة، فأصبح التعامل «فكرياً» أكثر من كونه تعاملاً على أساس كونها أنثى وكونك رجلاً.

صناعة السياحة بالمفهوم الحديث منعدمة الى درجات الصفر في غالبية البلاد العربية، وفن صناعة السياحة مفهوم حديث لم تلتفت إليه الأوطان العربية وما حصل في الزمانات الماضية من تكدّس السياح في «مصر» و «لبنان» لم يكن من باب أنهما عرفتا صناعة السياحة، ولكن كان من باب أننا نفتقد نحن في الداخل لأي مقومات البقاء في الصيف والإجازات والأعياد والمناسبات.. لم يكن الذهاب الى الدول المجاورة إلاّ هروباً من مُجتمع ضيق لا متنفس فيه ولا رفاهية ومقومات تجعلك تفكر -مُجرد تفكير- في البقاء، فنجد التكدس في البحرين ودبي وغيرها وذلك كان في الأزمنة الماضية.

الآن الوضع اختلف، والمُجتمع تغيّر، والمُقومات اختلفت، والموارد أوجدت، والفعاليات أضحت في كل مدينة، وقرية وعلى مُختلف الجهات، تجد أن هُناك فعاليات ومواسمَ.

في «جدة» كانت فعاليات جديدة، ورائعة استمتع الزوار والحضور، وجاء التحدي في «الرياض» ليكون أفضل موسم في العالم.. قوة في الفعاليات وتنوّع في المهرجانات، وأيضاً هناك «طرح إعلامي» -وهذه نقطة مهمة- في «السوشال ميديا» أو عبر المنصات التقليدية والجديدة. تقبَّل الناس الحدث وانتظروه فكانت صناعة ترفيه، وصناعة سياحة.

ولابد أن يكون هناك أخطاء ولكنَّ الاستبيانات ومزيداً من المُتابعة والتحليل والقراءات الجيدة لهذه الأحداث ستجعلنا في الطريق السليم، وستتلاشى الصعوبات والعقبات وسنتخطى الأخطاء ونتعلمّ في الأعوام القادمة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store