Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إهداء عبد الناصر لمعابد فرعونية لدول غربية.. معلومات مجتزأة

A A
يتداول مستخدمون لموقع التواصل منشوراً يندد بتنازل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عن أربعة معابد فرعونية أهداها في الستينات للولايات المتحدة ودول أوروبية. لكنّ هذه المعلومات مجتزأة إذ جاءت خطوة عبد الناصر لشكر هذه الدول على إسهامها في إنقاذ 13 معبداً من الغرق عند بناء السدّ العالي (في أقصى جنوب البلاد).

جاء في النصّ المتداول أنّ "جمال عبد الناصر أهدى لإسبانيا عام 1968 معبداً فرعونياً كاملاً هو معبد ديبود، كان في النوبة فتم تفكيكه ونقله وإعادة تركيبه في مدريد!

وأضاف النصّ أن عبد الناصر "فرّط في ما لا يملكه هو ولا حتى الشعب في عهده، فذلك من ممتلكات المصريين في كل العصور لا يستطيع جيل أن يتنازل عنه...أحب أعرّفك أيضاً أن عبد الناصر وزّع 5 معابد كاملة كانت في النوبة على أصحابه.. فأهدى لهولندا معبد طافا عام 1960، ولأميركا معبد دندور سنة 1963، لإيطاليا معبد الليسيه في 1966، أما ألمانيا فكان نصيبها نصف معبد كلابشة سنة 1970".

ونُسبت المعلومات في نهاية المنشور إلى الصحافي جلال الغندور.

بدأ انتشار النصّ، في حزيران/يونيو 2018، ونال أكثر من 12 ألف مشاركة إضافة إلى آلاف المشاركات عبر أخرى. ولا يزال متداولاً.

من تابع حقبة الخمسينات يعلم ان منعطفا كبيرا في مصر تم من خلال سقوط الملكية ووصول جمال عبد الناصر إلى الحكم. وعند مباشرة النظام الجديد مشروع بناء السدّ العالي لتوليد الكهرباء وتوسيع المناطق الزراعية والحدّ من الفيضانات. شكّل ذلك تهديدا للمعالم الأثرية في النوبة، وحذر الخبراء من أنه قد يتسبّب بإغراق الكثير من المعابد والمعالم الأثرية الفرعونية واليونانية والرومانية.

كذلك أدى تشييد السدّ الذي دُشّن في العام 1971 إلى تهجير أعداد كبيرة من سكان النوبة من قراهم التي غمرتها المياه.

فطلبت الحكومة المصرية في نيسان/أبريل 1959 مساعدة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" لإنقاذ آثار ومعابد النوبة القديمة من الغرق تحت مياه النيل. وقدّمت السودان أيضا طلباً مماثلا في تشرين الأول/أكتوبر 1959.

ودعت لتعاونٍ دوليّ من أجل مساعدة الحكومتين المصريّة والسودانيّة وشكّلت لجنة للحفاظ على آثار النوبة جمعت التمويل والخبرات الدوليّة لتفكيك ست مجموعات من وإعادة تركيبها في مواقع جديدة.

استغرق المشروع عشرين عاماً، وأدى في نهاية المطاف إلى نقل المعالم الأثرية والمجمعات المعمارية بمساعدة 40 بعثة فنية من القارات الخمس. ومن أشهر المعالم التي تمّ إنقاذها معبد أبو سمبل.

وبحسب موقع اليونسكو، فإن المشروع طرح تحديات تقنية هائلة غير مسبوقة في تاريخ المنظمة. ووصفت المنظّمة المشروع عام 1980 بأنّه "أعظم عمليّة إنقاذٍ للآثار على الإطلاق".

وأهدت مصر أربعة معابد إلى الدول التي ساهمت في إنقاذ آثار النوبة وهي: معبد "ديبود" الذي أعيد تركيبه في منتزه "مونتانيا" بمدريد. ومعبد "طافة" الذي أعيد تركيبه في متحف Royal Museum of Antiquities في هولندا، معبد دندور الذي أعيد تركيبه في متحف "متروبوليتان" في نيويورك. معبد إليسياه Ellesyia نقل إلى متحف Museo Egizio في مدينة تورينو الإيطاليّة.

أمّا معبد الذي يدّعي المنشور أنّ مصر أهدت نصفه لألمانيا، فبقي في أسوان ونقل إلى موقع جديد سميّ "كلابشة الجديدة" وتولّت بعثة ألمانيّة هذه المهمّة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store