Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حريق القطار.. ومشروع المطار

حريق القطار.. ومشروع المطار

A A
تشرفت شرفاً كبيراً وعظيماً بأني كنت ضمن طاقم شركة أرامكو السعودية الذين شاركوا زملاءهم من رجال الدفاع المدني لإخماد الحريق الذي شب في محطة قطار الحرمين بجدة وهذه المشاركة خففت عني بعضاً من الألم الكبير الذي شعرت به مثل كل مواطن سعودي غيور على ممتلكات وطنه وهو يرى جزءاً مهماً وأساسياً من مشروع وطني عملاق صُرِف عليه مليارات الريالات يتآكل ويحترق أمام عينيه.

وأعرف مثلكم تمامًا بأن مثل هذه الحوادث والحرائق تحدث في كل العالم مع اختلاف السبب بعد قضاء الله وقدره، وفي هذا المقال لن اتطرق لأسباب الحريق لأن هذا مسؤولية الجهات المختصة ولستُ مخولاً بذلك، وبذات الوقت لن أسهِب في الحديث عن ما يفترض وجوده من أنظمة سلامة عالية في مثل هذا المشروع أو عدم وجود مضخات ضغط عالية للماء وبكميات وفيرة جداً مع إمدادات على مدار الساعة للمساعدة حال نشوب حريق لا قدر الله لأن سيارات الإطفاء المتقدمة جدًا ذات الإمكانيات العالية والباهظة الثمن التي يمتلكها الدفاع المدني وتمتلكها شركة أرامكو السعودية تفقد الكثير والكثير بدون الماء الذي يأتي من هذه المضخات لكي يتم به تموين هذه السيارات للحصول على كامل قوتها وإمكانياتها.

من جهة ما يهمني شخصيًا وإنطلاقًا من قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم) والمثل العربي الشهير (رب ضارةٍ نافعة) لأن المشكلة لا تكمن في وقوعها بقدر استمرارها وأحيانًا المشكلة في شيء تكون مفتاح الحل لشيء آخر (مصائب قومٍ عِند قومٍ فوائد) وهذا الحريق مهما كانت أسبابه وتفاصيله من المفترض أن يكون الدافع الحقيقي لجميع الجهات المختصة والرقابية والمنفذة لمشاريع أخرى كمشروع توسعة الحرمين ومشروع المطار الجديد وغيرها من المشاريع المليارية بأن يتم مراجعة أنظمة السلامة بكل صرامة، والتأكد من دقة تنفيذ هذه المشاريع (اعقلها وتوكل).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store