Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صالونات الحلاقة.. مساج وميك آب وحمام مغربي وبــــــدي كير بـ3400

صالونات الحلاقة.. مساج وميك آب وحمام مغربي وبــــــدي كير بـ3400

5000 ريال لتجهيز العريس

A A
لم تعد قليل من الريالات تكفيك لتدخل بقدميك صالون حلاقة رجالي بجدة. فلقد تغيّرت الصورة وبات "الشعر والدقن" أقرب جسور صناعة المليونير.. قصة غريبة التفاصيل رصدتها "المدينة" من داخل عدد من الصالونات التي تقدم ما يمكن تسميته بالخدمات الترفيهية للزبائن من فئة (VIP).

ومع الأرقام الفلكية التي يتقاضاها "الحلاق" والتي تقترب اليوم من سقف الخمسة آلاف ريال يبقى الهوس الذي أصاب الرجال ممن استهوتهم باقات المساج والمنكير والبديكير وخطفت عيونهم أناقة المحال وجمال الديكورات والإنارات ذات الألوان فدخلوا طواعية "شرك النعومة" إن جاز التعبير.

صنيعة الصدفة

الحكاية التي أزال عنها محرر المدينة "اللثام" صنعتها الصدفة خلال زيارة قام بها لأحد صالونات الحلاقة - شمال جدة فالمحل أقرب شبهًا بفندق 5 نجوم. على مدخله استقبال يجلس عليه وافد أنيق مهمته تسجيل بياناتك على الحاسوب ومن ثم السؤال عن "سجلك الحلاقي" ومن بعد ذلك يبدأ عرض الباقات السحائبية المغرية والتي تحملك ببريق مسمياتها لمصاف نجوم هوليود.

باقات تبدأ بتنظيف البشرة وحمام الورد والمساج والمنكير وإزالة الجلد الزائد حول الأظافر وطلائها باللون المطلوب مرورًا بإزالة الجلد الزائد حول القدمين وتدليكهما باستخدام الماء والزيوت العطريّة وانتهاء بقص الشعر والاستشوار وحلاقة الذقن والميك آب، وحمام الزيت. ومع باقات "دلع نفسك" التي يقدمها الحلاق تبقى المفاجأة الصادمة في الفاتورة الفلكية التي تقترب من 5000 آلاف ريال.

القصة المثيرة حفزّت المحرر لزيارة أكثر من صالون ليجد السيناريو المتشابه.. أتراك ولبنانيون وتوانسة ومغاربة يستقطبون العرسان ويدعون أنهم يقدمون للمجتمع كل ساعة عريسًا جميلاً وسيمًا وناعمًا.. تعالوا نقرأ الحكاية..

حلاقة وترفيه

في صالونات الحلاقة الـ VIP عليك أن تأخذ دورك "بالرقم" وتقرأ خلال جلسة الانتظار البروشورات جميلة التصاميم التي توضع أمامك لتختار ما شئت من الباقات والتي تتباين بين النخبة والماسيّة والبرونزية والفضيّة والذهبية، وعندما يُضاء رقمك على الشاشة تتجه بخطى هادئة لموظف الاستقبال مقدمًا بياناتك وتاريخك الحلاقي بكل شفافية وتدفع المبلغ الفلكي ومن بعد ذلك تعيش عالم الحلاقة والترفيه.. لا تسأل عن الأمان ونظامية المكان والجهة المخولة بالرقابة ولماذا لا تتطابق فاتورة السعر المعلقة على الجدران بما تدفعه من جيبك.. لا تسأل.. فقط تمتع.. ودلع نفسك بدءًا من الأظافر حتى القدمين.

نجوم الحلاقة

الشيء اللافت يتمثل في نجوم الحلاقة كما أسماهم المحرر.. جنسيات متباينة يتصدرها الأتراك واللبنانيون والسوريون والتوانسة.. تنافس شرس لاستقطاب "الزبون" كل محل ينفرد بعروض خاصة ويتباهى بلمسات حصرية لا توجد عند غيره بينما الأرقام تتصاعد وتعلو بشكل ينقلك لعالم الدهشة. فالمحل "الطيب" فاتورته ثلاثة آلاف ريال والمحال "اللى شايف نفسه" فاتورته 5 آلاف ريال أما ضحايا (شرك النعومة) فجميعهم شباب ممن أصابهم هوس الوسامة الزائف.

لعيون العروسة

محرر المدينة لم يدخل المحل الأسطوري بغية التمتع بالباقات على اختلاف أسمائها بل لرصد الصورة عن قرب. اقترب من موظف الاستقبال متسائلاً عن الباقات وأرقامها ومن بعد جنسيات الحلاقين وأخيرًا الآثار الجانبية للكريمات والزيوت والمساحيق فإذ بالموظف يقدم له باقة اطمئنان بوجود (أخصائي بشرة) داخل المحل لديه الخبرة الكافية لمعرفة الكريم الملائم لكل بشرة كما أن الزبائن يختارون -أحيانًا- نوعية المستحضرات التجميلية. أما العرسان فهم أكثر الزبائن زيارة لمحلنا على حد قوله فهم يريدون العناية ببشرتهم والتألق ليلة العرس، لذا يحرصون على كريمات الصنفرة وماسكات الوجه وتنظيف البشرة وكريمات الأساس وحمامات الزيت لإطلالة جيدة من أجل العروس.

شكل المحال

الترحاب الأسطوري والديكور الفاخر والإنارة الخافتة والموسيقى الناعمة وشبكة الـ Wi- Fi والمشروبات الباردة والساخنة هي الخيوط الستة الجاذبة التي تصنع بينك وبين محل الحلاقة «علاقة حميمية خاصة» وتنقلك لمرتبة «الزبون الدائم» الذي يرتاد المكان أكثر من مرة.

جولة استكشافية

لم يكتف المحرر بمحل واحد بل حرص على زيارة أكثر من محل -شمال جدة- والالتقاء بموظفي الاستقبال -خزانة أسرار المكان- ليصطحبه أحدهم لمعاينة أقسام الصالون ويصعد به على (درج منزوٍ) في الصالون ليعرفه بأهم الأقسام لديه وهو قسم الحمام المغربي، مشيرًا إلى (علاء) شاب مغربي يقدم خدمة الحمام المغربي ويقوم بدعك طالب الخدمة وإزالة السموم والجلد الميت والدهون المتراكمة على البشرة، عن طريق بعض المستحضرات والأعشاب، ثم دهن الجسم بمستحضرات الفواكه.. ومن بعد ينتقل بالمحرر إلى أقسام المساج والمنيكير وقص الشعر وصالة الانتظار، إضافة إلى استخدام الليزر للتنظيف، وأخيرًا يشير إلى الحلاق «معتز» حلاق تونسي، مؤكدًا أنه صاحب أجمل صيحات الموضة.

استشاري جلدية: الحلاقون تحولوا إلى أطباء أمراض الجلد والثعلبة

استشاري الأمراض الجلدية ورئيس قسم الجلدية بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، د. خالد العفيف قال: انتشرت في الفترة الأخيرة بعض الإعلانات عن صوالين حلاقة تقدم خدمات عناية مهمة ومفيدة للبشرة والشعر، والحقيقة أن صوالين الحلاقة ليست لديها تلك الصلاحيات أو حتى المعرفة التامة بمثل هذه الأمور بل على العكس فهي تستخدم الأدوات غير معقمة، مثل الأمواس أو الفرش التي تستعمل في تنظيف البشرة وبعض المناشف لفرك البشرة الأمر الذي يؤدي إلى انتقال بعض الالتهابات الجلدية أو بعض الأمراض التي تنتقل بالدم مثل الالتهاب الكبدي وأضاف أن الإجراءات التي تقوم بها هذه الصوالين غير فعّالة، فالبعض منهم يدّعي علاج حتى الثعلبة أو بعض الفطريات التي تحصل في فروة الرأس وحقيقة كل ذلك هو ادعاء غير صحيح.

وحول ادعاء بعض الصوالين وجود مختصين بالبشرة قال: هذا غير صحيح، لأن معظم من يعمل فيها هم مجرد حلاقين وكل ما في الموضوع أنهم يستخدمون كريمات التقشير ويقومون بفركها على البشرة وهذا ليس تخصصًا، فكل إنسان يستطيع القيام بذلك في بيته لو اشترى المواد وهي موجودة في السوق بشكل كبير.

وأشار العفيفي إلى وجود صوالين محترمة تحاول قدر الإمكان استخدام أمواس جديدة وأمشاط معقمة أو ذات استخدام واحد فقط، وبعض الصوالين يقوم الأشخاص باصطحاب أدواتهم الخاصة بهم، وهذا أمر جيد ويجب للناس التنبه لذلك والحرص على استخدام الأدوات الشخصية وهي فكرة من الأفكار الجيدة لنتفادي انتقال الكثير من الأمراض المعدية».

علاء ومعتز

الحديث عن علاء ومعتز من موظف الاستقبال حفز المحرر للسؤال عن قصة الشعر وأشهرها بل وأكثرها طلبًا فإذا بهما يؤكدان أن الزبائن يفضلون (قصة شعر واحدة) وهي تدريج الشعر من الجانبين ليصبح خفيفًا جدًا، ومن أعلى يظل طويلاً، ويتم تثبيته بـ«الاستشوار» مع واكس وسبري الشعر ليكتسب مظهرًا أكثر ارتفاعًا وأناقة. أما اللحية فيحرص عليها الآن أغلب الشباب، مع حفها متدرجة.

صالون الـ VIP

المفاجأة الجميلة عاينها المحرر فى صالونات الـ VIP حيث يعلو سقف الرفاهية إلى حد بعيد وتتباين الخدمات بشكل «فلكي» ما بين تنظيف البشرة وحمام الورد والمساج

والمنكير والبديكير والميك آب وحمامات الزيت وطلاء أظافر اليد والقدمين.. حيث خصص المحل باقة لرجال الأعمال كفئة مستهدفة تأتي في الأهمية بعد فئة العرسان.

لم يستطع محرر المدينة مواصلة الرحلة بعد أن طرق بوابة 7 محال من فئة الخمس نجوم استجمع خلالها أسرار الحكاية المدهشة والتي تبدأ بالعروض والأسعار والخدمات مرورًا بالأنوار والديكورات وانتهاء بشكل الضحايا «رجال الأمس عرسان المستقبل».

مرحبا بالجنوب

قبل أن يحمل المحرر كاميرته ويٌسدل على تفاصيل رحلته الستار قرر الذهاب لجنوب جدة كي يلتقط للحلاقين الغلابة «صورة « وهم يتقاضون 20 ريالاً ويقومون بنفس المهام. الاختلاف فقط في زي الحلاق وأدواته ولهجته وكمية العرق التي يصدرها في وجه الزبون. ومع حالة الاستياء «الوقتي» التي يستشعرها زبائن حلاقي الجنوب إلا أن المهمة هي المهمة كما الحكاية لا تخرج عن (شعر ودقن).

الأمانة: لا تجيب !!

للتعليق على مدى نظامية تلك الخدمات التي تقدمها صوالين الحلاقة والأسعار المبالغ فيها تم إرسال بريد إلكتروني على (جواب) التابع للمركز الإعلامي بأمانة محافظة جدة يوم الأربعاء الماضي، ورغم المتابعة اليومية والتذكير ألا أنه لم يصلنا رد منهم.

وزارة الشؤن البلدية: 9 شروط و5 ممنوعات في الصوالين

قالت وزارة الشؤن البلدية والقروية إن صالونات الحلاقة تمثل محورًا مهمًا في مجال الاهتمام والعناية بالصحة العامة لما تشكله من وسيلة من وسائل انتقال الأمراض في حالة عدم تطبيق الاشتراطات الصحيّة والسلوك المهني للعاملين في هذه الأنشطة ولذلك أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية لائحة خاصة واشتراطات وتعليمات ضمن برامجها للإصحاح البيئي ومكافحة نواقل المرض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store