Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وظائف للمتقاعدين فقط !!

في مقتبل العمر تغرنا فتوة الشباب، وصرقعة الطموحات، عن التخطيط لحياة الشيخوخة! وكأننا لن نضعف أبداً، ولن نمرض أبداً، ولن نتزوج أبداً!

A A

في مقتبل العمر تغرنا فتوة الشباب، وصرقعة الطموحات، عن التخطيط لحياة الشيخوخة! وكأننا لن نضعف أبداً، ولن نمرض أبداً، ولن نتزوج أبداً! وفي آخر العمر يعجزنا «وهن العظم» عن التخطيط لشبابنا، وكأننا لم نتجرَّع ذل البطالة قط، ولم يقتلنا الفراغ «تسعاً وتسعين قِتْلَةً/ وواحدةً أخرى وكان على عجل»، ولم.. «الله يا الدنيا ماكِنَّا حَبَّينا»!فاحمد الله أنك في منتصف الحياة؛ «وإنَّ أجملَ نِصْفَيْها الّذي ذهبا»، فلن تشعر بنارٍ يصلاها الشباب اليوم! ولكن من تمام الحكمة أن تفكر في النار التي تنتظرك عند التقاعد غداً! وهي أقسى من الأولى؛ لأنك ستصلاها أعزل من حيوية الشباب، وفتوة الإرادة، وحيداً مكسور الوجدان، بعد أن تخلى عنك حتى ظلك؛ إذ دخلت نفقاً مظلماً!ولكن كم أنت محظوظ، إن كنت ممن أكرمه الله ببنتٍ، لتفهم حكمة «وزارة التربية والتعليم» بإبقائها موَّال «شهيدات الواجب» للأبد؛ وأنت تقوم بتوصيلها مع مجموعةٍ من زميلاتها ـ إن كان فيك شدة ـ أو تسكن معها في «وادي لاصدى يوصل ولا باقي أنين»؛ إن كنت ترفض «التشدد»! أما «وزارة التعليم العالي» علوَّاً لا يبلغه أحدٌ ولا أربعاء؛ فما أعجزك عن شكرها على استحداثها وظيفة «محرم»! حيث لن تقتصر على مارزقك الله من صُلبك، فحولك العشرات من بنات الأخ، وبنات الأخت، من النسب أو من الرضاعة بنوعيها: النظامي و»محو الأمية»! وما إن تنتهي من بعثات «الزعاطيط»؛ حتى تبدأ بعثات «المعاطيط»، ولاتدري هل يكفيك العمر لبعثات «النطاطيط» أم توصي بها لبنيك؟ المهم أنك لن تجد وقتاً حتى لمناقر «عجوزك»؛ كي تعذِّبَ الشغالةَ، التي وضعت «الملوخية» بدلاً من النعناع في قهوتك المرة المستطابة! أما إن لم ترزق ببنات ـ حتى ولو «كاشيرات» ـ فأعانها الله على مناقرك، بدءاً من لبسك «طرحتها» بدلاً من «غترتك»، وأنت تحاول اللحاق بصلاة الفجر! وانتهاءً بتزويجها آخر «عنقودكما» لابن أختها الشاب الذي مازال يبحث عن وظيفة منذ «مبطي»، وأنت تريدها لرئيسك في العمل، المتقاعد «قد الدنيا»، إي إنه يكبرك بخطة خمسية واحدة فقط! ومازال يحتفظ بعافيته لأنه لم ينفذ أي بندٍ من مصروفاتها! ولهذا سيطردك من مكتبه «العقاري» الذي فتحه منذ تقاعد؛ «للسمسرة» بين «مهايطي» الحفلات، وشعراء «خلوووها»! و»الـمَسْيَرَةِ والـمَسْفَرَةِ» بين المطلقات والأرامل، ورواد «كل فطير وطير»! وعندها ستمسك خط «الدمام»، لتقبِّل جبين زميلك المتقاعد الخمسيني/ «سعد مفرج السبيعي»، الذي نشرت الزميلة «اليوم» في عددها الأربعاء الماضي، صورته السمراء المعتَّقة، وهو يحمل «المكنسة» وينظف شوارع مدينته؛ لأن الوطنية كما يقول: «ليست بالاحتفالات في اليوم الوطني فقط، إنما هي أفعال تُطبق على الوقع»!وهي إجابة تنم عن أنه ليس إنساناً عادياً، بل «فيلسوف»، أراد أن يحيي مهنة الزميل/ «سقراط»! ولهذا لن يجد صعوبة في تفسير وقوفه مع الزميلة/ «شذى الطيب» بالاختلاط «العارض»!So7aimi@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store