* عود نفسك دومًا على النظر باتجاه الجزء المملوء من الكأس؛ حتى لا يأخذك عصر (السوشيال ميديا) في ركب المحبطين، الذين يُمطَرون لحظياً بسيل من المقاطع، والرسائل التي تعزز بطريقة مباشرة، وغير مباشرة مشاعر الإحباط؛ فيصبح المرء دون أن يدري سوداوي النظرة، لا يرى بارقة أمل، حتى وإن كان الأمل يناديه (أنا هنا فأين أنت).
* أحبتي نحن في أمة لا تنفد خيريتها، ولا تُعدم الخير أبدًا، ولا أدل على ذلك من كل تلك الجوانب المشرقة، التي نلحظها رأي العين، حتى وإن عميت بقصد أو بدونه عن (زوم) العدسات، ولمع الفلاشات، تأمل عزيزي القارئ كم هي بوادر الخير التي تسر الناظرين، ولكنها عن ركبان الإعلام بمختلف قنواته تعيش في (الظل).
* وهو ما عزز لدى المتلقي تلك السوداوية المحبطة تجاه الواقع، مع أن موارد الأمل لا تنضب، ولكن اعتياد مشاهد الإحباط -على قلتها- مقارنة بغالبية الخير، أوجد أرضية أرجو ألا تكون واسعة، من تلك النفوس المحبطة، التي يحدثها الفجر يومياً بروح التفاؤل، ولكنها أرتال الإحباط، التي ألبستها نظارة سوداء، وعززت لديها أنها تمضي هكذا: «كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح».
* ما سبق أسقطه عزيزي القارئ على نفسيتك هنا، وقد أخذتك الأسطر السابقة باتجاه الغروب، الذي صنعته مشاهد الإحباط في حياتك اليومية، ثم أكمل قراءة الخبر التالي: «خيركم بجدة تجيز 11 ألف طالبة في حفظ القرآن»، أثق أنك تلحظ إشراقة داخلية، ومشاعر من الابتهاج، بل ونسياناً لحظياً للإحباط ودواعيه، فكيف بك إذا توقفت بتأمل عند الرقم 11 ألف حافظة في مختلف فروع القرآن الكريم.
* إنه رقم يأخذك كما أخذني إلى حيث مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز، بل ويدفع نحو مساحة واسعة من الأمل والتفاؤل بقادم أجمل عندما نتأمل كم من أثر سوف تباشره هؤلاء الحافظات في محيط أسرهن، وبالتالي في المجتمع، وكم سيكون لهن من إسهامات خلاقة باتجاه كل سمو.
* ثم أكمل معي بذات اتجاه البهجة التي صنعها الخبر السابق؛ لتأخذ دفعة أخرى من مشاعر الغبطة والسرور، وأنت تضيف إلى معلوماتك أن الـ11 ألف حافظة هن حصيلة عام واحد، في جمعية واحدة، هي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم (خيركم) بجدة، إلى هنا أتركك في رحلة تأمل أوسع في نتاج بقية الجمعيات بامتداد الوطن، مؤكد أن هرمون السعادة لديك الآن في (ربيع) فاللهم دوماً، وعلمي وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
