Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من يكفل حقوق هؤلاء؟

مازال الجدل قائماً حول لائحة النشر الإلكتروني، التي اعتمدتها «وزارة الثقافة والإعلام» مؤخراً! ومازال محور الجدل هو: هل تريد الوزارة من هذه اللائحة تضييق هامش الحرية، والوصاية على الفكر؟

A A

مازال الجدل قائماً حول لائحة النشر الإلكتروني، التي اعتمدتها «وزارة الثقافة والإعلام» مؤخراً! ومازال محور الجدل هو: هل تريد الوزارة من هذه اللائحة تضييق هامش الحرية، والوصاية على الفكر؟ ومازالت معظم الانتقادات تقول: نعم؛ بحيث لو صعد سعادة الدكتور/ «عبدالرحمن الهزاع» برج الوزارة، ووضع يده على المصحف الشريف، وأقسم أن الوزارة لاتريد إلا تنظيم الفوضى، وضبط التجاوزات المسيئة للحرية الفكرية، وتقديم الإعلام السعودي في أعلى المستويات الاحترافية، لوجد البعضَ الأبعض بلا آذان، ولا حتى «قواقع سمعية»!لقد تكرست فينا ثقافة أن الرقابة تعني «المنع» فقط، ويصعب على من يدعي من الجهات الرسمية أنها تقوية «المناعة»، أن يثبت ذلك بمجرد إصدار لائحة مازالت نظرية لم تتحقق على أرض الواقع! وهي الثقافة التي كرست فينا بالمقابل أن حرية الرأي هي أن تشتم هذا، وتشهر بشخص هذا، وتشوِّه سمعة هذا، وإن تجرأت ومدحت أحداً أو أربعاء، فأنت أجير مأجور، كتبت مدحك على ظهر «شيك» بمبلغٍ وقدره!فلنترك الوزارة، بل لتتركنا هي وتعمل على تنفيذ اللائحة، لتنقلنا إلى ثقافة القانون والنظام المحترم، بكل ما أوتي وزيرها من «شجاعةٍ وإقدام»، لا سيما أنها أبدت مرونةً وحيوية في الاستماع إلى الانتقادات منذ الآن، فألغت وعدلت ووضحت استجابةً لبعض المرئيات الوجيهة! ولو لم يتحقق من تطبيق هذه اللائحة سوى الاعتراف الرسمي ببعض وسائل النشر الإلكتروني، كاليوتيوب، والفيس بوك، والمدونات الشخصية، لكفاها نجاحاً! لقد طالب «الأخ/ أنا» ـ مثلاً ـ بتكريم أبطال «اليوتيوب» الذين سجلوا كارثة «جدة» الأولى، في وقتٍ كانت الأنظار فيه مركزةً على الحج، وظلت أشهر القنوات الإخبارية تبث من «اليوتيوب» لثلاثة أيام على الأقل! فهل أخذ أولئك الأبطال شيئاً من حقوقهم المادية أو المعنوية؟ وهل باستطاعتهم توثيق إبداعهم حسب اللائحة المعتمدة الآن؟ وهل ستؤدي اللائحة إلى ظهور مواهب حقيقية، يتسابق إليها المستثمرون، بدلاً من مواهب «وقحة» بائسة، لم يزدها الاستثمار الضيق الأفق إلا وقاحةً وبؤساً؟أما النكت المتداولة عبر الـ» sms» فإن حبكة كثيرٍ منها تصل درجة العبقرية! فهل تدفع اللائحة هذه المواهب على الظهور، وتوثيق إبداعاتها، بما قد يدشن عندنا «بورصة» للأفكار، كما في كل بقاع الدنيا!ومن آخر تلك الروائع قصة «الثعلب والغراب»، ويهديها مؤلفها «المجهول»، إلى إدارة «تطوير موال المناهج» في «غضون سنتين»! وتقول: رأى الثعلب غراباً فوق شجرة، وفي فمه قطعة «جبن» فقال له: ما أجمل صوتك! ... قديمة؟ أكملوا: فوضع الغراب الجبنة تحت جناحه، وقال هازئاً من الثعلب: هل تحسبني الغراب الذي في كتاب القراءة؟ فرد الثعلب: وهل تحسبني الثعلب الذي في الكتاب نفسه؟ أنا ثعلب الكتاب «المطوَّر» ياعزيزي! فغنى له الغراب، ورقص الثعلب، وتحمس الغراب فرقص، فوقعت الجبنة من تحت جناحه، فالتقطها الثعلب قائلاً: خل جلسات «وناسة» تنفعك ياغراب «التطوير»!!!So7aimi@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store