Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كلمات غيَّرتني

كلمات غيَّرتني

A A
قبل عشر سنوات وفي إحدى الشركات عندما كنت أعمل في وظيفة فنية بأحد أقسام الانتاج كان معنا أحد مهندسي الإنتاج من الجنسية الهندية -والذي لا يتحدث العربية- يتابع مراحل الإنتاج ويوجهنا ويجتمع بنا، ولغتي الإنجليزية حينها لابأس بها وكنت من أفضل من يتحدثون بها ويكتبونها في بيئة عمل لا تعترف بغيرها من اللغات ولذلك فقد أعجب بي هذا المهندس وكلفني بالإشراف العام على بعض خطوط الإنتاج وفي كثير من الأحيان كان يستعين بي للترجمة، وفي أحد الأيام وصلني عرض أفضل من إحدى الشركات وأخبرته بذلك فقال لي مباشرة: (يامحمد لغتك الإنجليزية جيدة ومطلوبة فإن كنت تعتقد بأن هذا العرض سيحقق أهدافك فلا تتردد في قبوله لأني أعتقد بأن هذا المكان ليس مكانك ولا يناسبك وستجد من يقدر قدراتك أكثر وستذكر ما أقوله لك..)؟!.. وقعت هذه الكلمات في قلبي وقبلت بالعرض وبالفعل تغير مساري الوظيفي كما كنت أطمح اليه في العمل الجديد -وفي ما بعده من الوظائف- ووجدت فيه البيئة المناسبة والمحفزة فتحصلت فيه على ترقية حينما تم تعييني مديرًا لأهم الأقسام فيه (إدارة خدمة العملاء).
بالإضافة لأني لا أميل للعمل الفني والمهني ولا أرغبه فإن كلمات المهندس حقيقة عرفتني بنفسي أكثر وأظهرت لي جوانب في شخصيتي كانت شبه مدفونة فقد عرفت من خلاله بأن لدي مهارة تميزني عن غيري بإمكانها أن تصنع الفرق بيني وبين الآخرين وأنها بطاقة عبور تسهل علي الانتقال لأي عمل آخر بدون أي صعوبات، ومن أهم الدروس التي تعلمتها من ذلك الموقف هو أن لا تبخل بالنصيحة ولا بالكلمة الطيبة ولا بالمشاعر الصادقة خصوصًا لمن يستحقها، فإن رأيت أحدهم على سبيل المثال متقناً لعمله متميزًا في أي تخصص كان أو لديه ملكات خاصة ومهارة يجيدها في محيط عملك أو بيتك أو عند أصدقائك أو أي كان في أي مكان فأظهر ما في قلبك له ولا تكتم مشاعرك فلربما تكون فاتحة خير له وتظهر له الجانب المخفي في شخصيته -والذي ربما يجهله- فيتغير مجرى حياته بسببك فتكون لك بصمتك الإيجابية في الحياة.. في محيطك الصغير أو في مجتمعك.. وربما تكسب دعوة طيبة من قلب مخلص وصادق تنير لك الدرب وتسعد بها طول العمر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store