Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

اتفاق الرياض.. الفرصة الأخيرة

A A
اليوم الثلاثاء بمشيئة الله، سوف يتم التوقيع على «اتفاق الرياض»، بين الحكومة الشرعية اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الفرصة الأخيرة لليمنيين للاتفاق على إدارة شؤون بلادهم.. فالسعودية دائماً أياديها بيضاء، ممدودة لكل إجماعٍ عربي. واتفاق الطائف، الذي أنهى حرباً أهلية في لبنان، شاهداً على ما أقول، وهو الاتفاق الذي أفسدته إيران؛ بزرع وكيل حرب لها في لبنان، بعد أن تخلَّصت من الزعيم الشيعي الوطني «موسى الصدر»، لكي تكون الساحة مُمهَّدة لعميلها الإرهابي «حسن نصر الشيطان»، ليصول ويجول، ويتحكَّم بمفاصل الدولة اللبنانية لأكثر من 34 سنة، بالنيابة عن إيران، لكي تُفسد إيران ما اتفق عليه اللبنانيون في الطائف، من نبذ العنصرية والطائفية والمذهبية وغيرها.

اتفاق الرياض يجب أن يُنفَّذ بحذافيره إذا أراد اليمنيون أن يعود اليمن كبلدٍ مُوحَّد، ولضمان عدم تكرار سيناريو حزب الشيطان في لبنان، فلابد من إنهاء الانقلاب الحوثي، فالحوثي من شرائح المجتمع اليمني، وعليه –إذا أراد التعايش مع المجتمع- الانخراط في العمل السياسي، كأي حزبٍ آخر، وسحب السلاح منه، ليكون بيد الدولة اليمنية، وإذا رفض ذلك، فإن ما يُقرّ في اتفاق الرياض، الذي سيُوحِّد اليمنيين، كفيلٌ بالتعامل مع شريحةٍ واحدة، لا تُمثِّل إلا نسبة قليلة، مقارنةً ببقية شرائح المجتمع اليمني، ولذلك على المُتّفقين في الرياض استخدام جميع الوسائل بما فيها «العسكرية»، لإجبار الحوثي على الإقرار بالاتفاق، وإما وضعه كحزبٍ محظور، لا يتمتَّع بأي تمثيل سياسي، إذا ما امتثل لما سيتَّفق عليه اليمنيون في اتفاق الرياض.

في المقابل فإن اتفاق الرياض هو الفرصة الأخيرة لليمنيين وللمُوقِّعين على الاتفاق لتغليب مصالح اليمن العليا على مصالحهم الضيقة. فاليمن أولاً وأخيراً هو لليمنيين بجميع شرائحهم الاجتماعية، فهم الذين سيحكمون بلدهم بدون وصاية من أحد، أو وكلاء لإيران، وبدون تدخُّلات خارجية. وعندما نقول هنا: إن اتفاق الرياض هو الفرصة الأخيرة، فإننا نقصد إنقاذ اليمن واليمنيين من التضحية بأبنائهم في حربٍ عبثية تُحرِّض عليها إيران، وتُنفِّذها بأيدي الانقلابيين، الذين يستفيدون من تطويل أمد الحرب، على حساب أبناء اليمن المخلصين، الذين يدفعون حياتهم ثمناً لها. وعندما نقول إنها الفرصة الأخيرة، فإننا نقصد الاتفاق على إنهاء ما تُخطِّط له إيران من تأجيج وإشعال الفتن بين الشعبِ الواحد، عن طريق دعم الانقلابيين، وتحريضهم على أفعالهم.

سنوات عدّة يفقد اليمن مُقدَّرات شعبه، ويتم تدمير بنيته التحتية، ويخسر مليارات الدولارات، وهذا ما تُريده إيران لإنهاك قوى الشعب اليمني، لكي يستسلم للأمر الواقع، ويُسلِّموا السلطة للانقلابيين.

حقبة وستنتهي باكتمال اتفاق الرياض، ولن يتكرر ما حدث باليمن إن شاء الله، وقد شهد العالم للمملكة العربية السعودية بأنها لم تَرُد طلب الشرعية اليمنية بالتدخُّل، لإعادة الحكم الشرعي لليمن، وفي النهاية يكون جزاؤها أن يُرسل الانقلابيون على المدن السعودية، صواريخ ومقذوفات إيرانية، وطائرات مسيّرة، لقتل المدنيين الأبرياء من المواطنين السعوديين، ولتدمير منشآت بترولية سعودية.

نختم حديثنا بالقول: إن اليمن لليمنيين، وليست لغيرهم، والسعودية لم تتخلَ يوماً عن واجب المساندة لإخواننا في اليمن، ويرى الخبراء والمحللون السياسيون أن اتفاق الرياض كفيلٌ بأن يجلب لليمن؛ الأمن والاستقرار والرخاء، ليرجع بالفعل يمناً سعيداً، بدون وصايةٍ أو تدخُّل من أحد. فالسعودية تبذل كل جهد سياسي ومالي لتوحيد اليمن، ولا تُريد مقابلاً لذلك، بل تريد فقط أن تشاهد اليمن مُوحَّداً، يَحكمه أبناؤه، بدون وكلاء حرب لإيران، وبدون وصاية أو تدخُّل مِن أحد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store