«أر أم كو» قصة نفط

بما أننا نعد لطرح جزء ضئيل للتداول من أسهم شركة النفط السعودية المسماة إلى يومنا هذا «أر أم كو» أي «أريبيا أميريكان كو» وهي «أرامكو» رغم أنها 100% سعودية.. رأيت أن أعيد ذكريات اكتشاف النفط السعودي منذ عام 1933م، وإخراج أول صفيحة من النفط الخام للمملكة العربية السعودية، فهي تعتبر من النعمات التي أنعم الله بها لهذا البلد الآمن بالأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة منذ المؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- ووصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أطال الله في عمرهما، وأبقاهما خيرًا وذخرًا وأمنًا وأمانًا.

وجدير بالذكر بأن شقيق والدي الدكتور محجوب أحمد حسنين عندما حضر لرسالة الدكتوراه في جامعة بيتسبيرج في ولاية بنسيلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1971م، وكان عنوان الرسالة «اقتصاد الزيت السعودي».. وفي حوزتي نسخة من الرسالة التي على ضوئها حاز عمي محجوب على درجة الدكتوراه من الجامعة السالف ذكرها، وقد كتب عمي الشكر لشقيقه والدي في مقدمة الرسالة..

قصة اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية أخذت منحنى تاريخي ضخم، حيث تحولت المملكة من منطقة يتركز اقتصادها حول تربية المواشي والزراعة والتجارة والصناعات البسيطة، وكان موردها الأساسي يعتمد على الحج والعمرة، تحولت إلى دولة لها مكانتها العالمية الاقتصادية والسياسية، وكانت بداية تاريخ النفط في المملكة عندما بدأ الملك عبدالعزيز آل سعود التفكير في الحاجة إلى تطوير دخل المملكة ليساهم ذلك في نهضة الدولة الفتية.

وقامت المملكة بمنح إمتياز للتنقيب عن البترول للنقابة الشرقية العامة في عام 1923، وذلك قبل أن يتم توحيد البلاد، وقد انتهى ذلك الامتياز في العام 1928، حيث لم تقم النقابة بإجراء أي أعمال تنقيبية مفيدة.. بعد ذلك تعددت الشركات حتى انتهى الأمر بشركة أرامكو.. وفي 4 مارس من عام 1938 بدأ بئر الدمام رقم 7 إنتاج 1.585 مليون برميل في اليوم على عمق 1.5 كيلومتر تقريبًا.

من أغلى ذكريات والدي فترة عمله في شركة أرامكو عند إعلان نبأ اكتشاف البترول بكميات تجارية.. فما كان من السيد هاشم سلطان، الرئيس العام لشركة أرامكو آنذاك، إلا أن بعث ببرقية إلى الملك عبدالعزيز يبلغه بالنبأ، فاختار والدي السيد معتوق ليحمل أول عينة من الزيت الخام السعودي لعرضها على المؤسس طيب الله ثراهما.. وبعد أن حصل والدي على الإذن بمقابلة الملك عبدالعزيز وقدم لجلالته البرقية وصفيحة الزيت سر المؤسس وشمر على ساعديه وقلب الزيت بإصبعه وهو يتمتم بالحمد والشكر على هذه النعمة.. ارتجل والدي كلمة موجزة بين يدي جلالته استهلها بقول شاعر النيل حافظ إبرهيم:

أيشكي الفقر غادينا ورائحنا

ونحن نمشي على أرض من الذهب

فالحمد لله رب العالمين.. أر أم كو قصة نفط.