Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

هل المرجعيات والأحزاب هي مَن تحكم العراق ولبنان؟!

A A
سُؤال يطرح نفسه وبقوة مع اندلاع المظاهرات في العراق ولبنان. «فالسيستاني» لديه مُتحدِّث، ويُصدر فتاواه للحكومة والمتظاهرين، وكأنَّه الحاكم الفعلي للعراق؟!، بمعنى أن مجلس الوزراء العراقي يأخذ فتاواه، ويتخذ قراراته من السيستاني، حيث إن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي يقول في إحدى تصريحاته: إننا نُطبِّق ما يفتي به السيستاني!!، وهذا ليس بمستغرب، حيث إن مجلس الوزراء العراقي، مُعيَّن من قِبَل إيران، والملالي والآيات في طهران في ورطة، بل في مأزقٍ كبير، فالشعب العراقي اتّحد «سنته وشيعته ومسيحييه».. وغيرهم من العرقيات، ضد إيران، واحتلالها لبلدهم العراق، ونهب ثرواته من النفط بعملاء لإيران من خلال المرجعيات والأحزاب العراقية، المستفيدة من دعم إيران لهم، لكي يقمعوا ثورة مثقفين ومتعلِّمين، وليست ثورة جياع، كما أشار إلى ذلك أحد العراقيين، الذي قال: إن من بين المتظاهرين أطبَّاء وأساتذة جامعات ومهندسين وغيرهم من أبناء الشعب العراقي، فهم لا يريدون رغيف العيش فحسب، بل يريدون طرد إيران، وعملاء إيران، ومرجعيات إيران، وأحزاب إيران خارج العراق من غير رجعة، وتعديل الدستور، الذي وضعه عميل إيران المجرم نوري المالكي، الذي اجتث ما أسماه حزب البعث، لكي يُفسح المجال لإيران لتصول وتجول بدون جيش عراقي، ولا قوى أمنية، ولا استخبارات داخلية ولا خارجية لحماية السلطات الثلاث، القضائية والتنفيذية والتشريعية، فأوجدت حرسًا ثوريًا إيرانيًا بمُسمَّى الحشد الشعبي؟!.

فعميل إيران، المالكي، وضع محاصصة خبيثة -كما فعلت إيران في لبنان بالضبط- فجعل رئيس البرلمان سُنِّي، ورئيس الحكومة شيعي، ورئيس الجمهورية كردي، لكي تستطيع إيران الانفراد بإدارة الدولة العراقية بكل سهولة.

وفي لبنان، يوجد العميل الآخر، المجرم الإرهابي حسن نصر الشيطان، عمل الشيء نفسه في لبنان وفق محاصصة، مع تغيير للأدوار، كون لبنان يحكمه برلمان يتولَّاه نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية، وهو الذي يُشكِّل الحكومة، والتي يرأسها سنِّي، أما رئيس الجمهورية فهو مسيحي، ليس له من الأمر شيء، وقد لُوحظ مع انتفاضة اللبنانيين أنه أصبح هو الكل في الكل، من خِلال صِهره جبران باسيل المتهم بالفساد، والذي يملك أسطول سيارات فارهة، الرئيس الأمريكي ترامب -رجل الأعمال- لا يملكها!! وإذا كانت المرجعيات والأحزاب هي التي تحكم العراق -ومنها حزب الدعوة العراقي المُتمثِّل بائتلاف دولة القانون، الحزب المُتحكِّم في العراق منذ عام 2005، والذي ترأَّسه في البداية إبراهيم الجعفري لمدة عام، ثم العميل نوري المالكي لمدة أربع سنوات حتى 2010، ثم حيدر العبادي ثم عبدالمهدي الآن، ثم يلي هذا الحزب من حيثُ القوة المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمَّار الحكيم-، فهذا لم يَعُد يُرضي الشعب العراقي الآن، حيث إن جميع هذه الأحزاب لديها ولاء لإيران، وليس للعراق وشعبه.

وفي المقابل حزب الشيطان في لبنان، وزعيمه الإرهابي حسن نصر الشيطان، عميل إيران وإسرائيل، هو مَن يحكم لبنان، ويتحكَّم في مفاصل الدولة اللبنانية، «سنة وشيعة ومسيحيين ودروز... وغيرهم»، حيث إن مرجعيِّتهم وولاءهم كما أعلن حسن نصر الشيطان -سابقًا- لسيّده خامنئي، الذي لم يتبقَ له إلا أن يقول عليه: هذا هو الحسين -رضي الله عنه- قد خرج من قبره!!

إيران في ورطة لأن الشعبين العراقي واللبناني كشفا ألاعيب إيران، بالاتكاء على حبل المذهبية، فانتفضوا ضد السياسيين الفاسدين في العراق ولبنان، ولن يسمحا من الآن فصاعدًا لأي إيراني أو مرجعية أو أحزاب تابعة لإيران أن تعبث وتسرق باسم خامنئي ثروات العراق، وثروات لبنان. فالعراق للعراقيين، وليس لِمَن أتوا على ظهور الدبابات، ولبنان للبنانيين، وليس لحزبٍ فاسد عميل، أتت به إسرائيل لكي يكون مُعوّل هدم للبنان وديمقراطيته. عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، لا في لبنان ولا في العراق، الذي سيعود وسيبقى الحصن المنيع لبوابة العرب الشرقية من أطماع إيران وتركيا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store