Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

غلاء المعيشة.. بين الوفيِّ والأوفى

A A
يكاد ينقضي العام الثاني على أمر خادم الحرمَين الشريفَين -حفظه الله- بصرف بدل غلاء المعيشة ممثلًا بـ(١٠٠٠) ريال لكل موظف مدني وعسكري، وبـ(٥٠٠) خمسمئة ريال لكل متقاعد ومستفيد من الضمان الاجتماعي. هذا الأمر جاء استشعارًا منه -حفظه الله- للظرف الاقتصادي الحالي الذي تأثَّر به المواطنون، وجاء تخفيفًا منه للأعباء المالية المتزايدة على كاهل المواطن تجاه نفسه وأسرته. ولعل الجميع يعلم حجم الركود الذي حل بالاقتصاد العالمي، وتأثَّرت به أسواق النفط، ما أدَّى إلى انخفاض نسبة التصدير للنفط عن الحد الذي كانت تتمتع به الدول المنتجة، وهو ما انعكس سلبًا على مداخيل الأفراد والأسر في البلدان المصدِّرة، وهو ما حدا بخادم الحرمين لإصدار مثل هذا الأمر الملكي الكريم الذي أسعد المواطنِين وخفف من معاناتهم، خصوصًا وقد طالت موجة الغلاء كلَّ المنتجات ومستلزمات الأفراد والأسر، وهو ما جعل مداخيلهم لا تكاد تفي بشراء احتياجاتهم. إضافةً لما سبق من أعباءٍ، فقد تضاعفت رسوم عدد من الخدمات ومنها: (الكهرباء والماء)، وهما الخدمتان اللتان لا غنى لأحدٍ عنهما؛ كونهما تُشكِّلان عصب الحياة وشريانها في عالَم اليوم الذي يُسابق الزمن بمنتجاتهِ وإنجازاته وتقنياته. واليوم والمواطنون الكرام على أعتاب عام ميلادي جديد، وميزانية خير جديدة فإنهم يحدوهم الأمل في أن يحظوا بالتفاتة خادم الحرمين المعهودة؛ فيجود عليهم بأن يأمر باستمرار بدل غلاء المعيشة بشكلٍ دائم، ليصبح أساسًا في مرتباتهم وتقاعدهم ومخصصاتهم من الضمان الاجتماعي بدلًا من كونه طارئًا مؤقتًا، حيث مضت عليه سنة، وجُدد له سنة أخرى، وقد أوشكت هي الأخرى على الانتهاء. ما يجعلنا نتفاءل بصدور هذا الأمر الملكي الكريم الذي ينتظره المواطنون الأوفياء من مليكهم الكريم هو معرفتنا اليقينية بحجم الولاء والمحبة والطاعة والتقدير الذي يحمله كل مواطن لمقام المليك -حفظه الله-، وللقيادة الحكيمة وللوطن الغالي، يضاف لذلك وفي الاتجاه المقابل معرفتنا اليقينية أيضًا بحجم المحبة والشفقة والحرص الذي يعتمر قلب المليك تجاه شعبه الوفي ووطنه العزيز؛ فالخبير المطّلع على حجم العلاقة بين المليك الكريم وشعبه الأصيل الوفي؛ يعلم أن المليك جاد ويجود ولا يزال يجود لشعبه بما يستحق، وأوفى من ذلك، يعلم أنه يستشعر كل ما يمس شعبه من حاجة أو شدة، فيبادر لدفعها بكل الممكنات، في الوقت نفسه يعلم المطّلع أن الشعب السعودي الأصيل قد وهب نفسه وماله وولده فداءً لدينه ثم مليكه ووطنه، يعلم أن هذا الشعب أحب قيادته حبًّا لا مراء فيه ولا مثيل له، يعلم أن هذا الشعب ليس كمثله شعب في الولاء والطاعة والمحبة والفداء والتضحية. على ما سبق تأتي الأحكام الواثقة التي تستبق الحدث المتوقَّع لتجعله حقيقة ماثلة، انطلاقًا من خلفياتها المسبقة عن العلاقة بين الرعية والراعي التي عُهد عنها الوفاق والانسجام والسمع والطاعة والبذل والعطاء، وكلها عناصر متبادلة بين طرفين قلَّ مثيلهما في عالَم اليوم. وعليه فالشعب السعودي الوفي يترقب مكرُمةَ خادم الحرمَين الجديدةَ القاضيةَ (باستمرارية) بدل غلاء المعيشة بشكلٍ دائم، خصوصًا وأن هذا البدل كان طوال السنتَين الماضيتَين خير معين له في ظل الظرف الاقتصادي الحاد الذي تشهده دول العالم قاطبة ومنها المملكة. كل الإرهاصات تُشير -بإذن الله- إلى تحقُّق هذا الرجاء انطلاقًا من حقيقةٍ مفادها إنه لا أصدق مع هذا الشعب السعودي وأوفى معه من قيادته، وبالمقابل فلا أشد وثوقًا في قيادته وأشد بِرًّا بها من هذا الشعب السعودي الوفي.

بَوْح:

اثْنَانِ في جَسَدٍ حَلَّا ومَا افْتَرَقَا

‏قِيَادةٌ صَدَقَتْ.. شَعْبٌ بِهَا وَثِقَا

‏تَآزرَا في سَبِيلِ الحَقِّ فانْتَصَبتْ

‏خَفَّاقَةً رايَةُ التوحيدِ.. وانْطَلَقَا!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store