Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

تحدي القراءة العربي.. وتميز السعوديين

A A
اعتلاء منصات التتويج وتحقيق الصدارة في المسابقات الإقليمية والعالمية، هدفٌ تسعى له المملكة قيادةً وشعبًا، ورؤية الوطن تستهدف شباب الوطن والهمم العالية الحالمة الطموحة.. وها هي مدرسة الإمام النووي بالهيئة الملكية بينبع الصناعية، والتي تُمثِّل المملكة، تُحقِّق المركز الأول في مسابقة تحدي القراءة العربي متفوِّقة على أكثر من 67 ألف مدرسة، ثم تفوَّقت في النهائي في المنافسة مع مدرستين من لبنان والإمارات.

هذه المدرسة الأنموذج حققت معايير التميُّز من خلال عوامل كثيرة، بدءًا من الدعم الذي تلقاه من الوزارة والخدمات التعليمية في الهيئة الملكية، ومتابعة من إدارة تعليم ينبع، ولكن هناك وقفة لابد من التحدُّث عنها، وهي التميُّز القيادي، فقائد المدرسة آمن بالقدرات التي يمتلكها فريق العمل، فوظَّف كل الإمكانات المتاحة من كوادر بشرية ومادية، وبيئة تعليمية نموذجية، لابد من استثمارها لتحقيق هذا المنجز الوطني الذي يُسطَّر في سجلات المنجزات التي نفخر بها.

الاستثمار في العقل البشري هو من أقوى أنواع الاستثمارات، وسيكون مردوده على الوطن بمخرجات تعليمية فائقة الجودة تُدرك أهمية القراءة والثقافة في حياة إنسان هذا الوطن.

تابعنا عبر القنوات الفضائية برنامجًا أسبوعيًا عن المسابقة، وكيف يتم إعداد وتدريب المرشحين من الطلاب والطالبات، وكنت أُراقب بإعجابٍ كبير وفخر ما وصل له الطالب العربي من قدراتٍ ومهارات لغوية، وثقة بالنفس، وهو يتحدَّث عن طموحاته ونظرته للحياة، كُلٌّ يتحدَّث من واقعه الذي يعيشه في بيئته، ويُعبِّر عن وطنه، والانتماء إليه بكل اعتزاز.

ابنتنا جمانة المالكي كانت ضمن الخمسة طلاب المتأهلين للتصفية النهائية، ويحق لنا أن نفخر بها وبكل مَن يُمثِّل الوطن بهذه الروح العالية.

نريد مزيدًا من المدارس والطلاب والطالبات تعتلي منصات التتويج، وأن تعمّم المنجزات الناجحة وتُنشَر، ونتحدَّث عنها في كل مكان، لتكون نبراسًا يحتذى به، فقد تابعنا منجزات المدرسة الفائزة في المسابقة، ونصيحتي أُسديها لكل القيادات المدرسية بأن يتواصلوا مع مدرسة الإمام النووي، ويستفيدوا من تجربتهم، ويضيفوا بصماتهم وأفكارهم، لتعم بين طلابنا وطالباتنا هذه الثقافة وهذا التقدير للغة العربية، تحدُّثًا وكِتَابة، وأن يقدموا الرعاية للموهوبين والموهوبات ممن يمتلكون مهارة الكتابة والإلقاء والخطابة، والرسم والشعر والأدب والفنون. ففي أروقة مدارسنا مواهب عديدة وكنوز وجواهر نفيسة، تستحق أن نُنقِّب عنها ونكتشفها، ونُقدِّمها بفخرٍ للعالم.

مازلت أذكر مدرستي في المدينة النبوية وهي تحتضن مواهب شعرية وخطابية وأصواتًا عذبة من الطالبات، ننتظر بلهفة حفلنا الختامي لنغني ونضرب الدف ونحتفي، حيث كُنَّا نرتدي أجمل الألوان مع كل أغنية، حتى إذا جاء موعد الأغنية الوطنية فوق هام السحب، فترتدي الطالبات أجمل الأزياء التراثية من كل منطقة، وتُزيَّن بالحلي، ويحملن السيوف للرقص بكل فنون التراث الوطني.

استبشر يا وطني بالخير، فأيام مجدك باقية ما بقيت السموات والأرض، وستعود أيامنا الجميلة، وسيكون أبناؤك وبناتك على عهدك باقين، ولن يرضوا إلا باعتلاء القمم، والحصول على مواقع الصدارة في كل المحافل.

تهنئة خاصة لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين راعي الثقافة والفكر والعلم، ولسمو ولي عهده الأمين، الذي نقول له: سر ونحن معك ماضون لتحقيق المجد العظيم للوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store