Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

من الباحة (أب يستغيث)..!

A A
* صعبة تلك الكلمات التي تسمعها، فتأخذك إلى مساحات واسعة من الحزن، حتى وإن حاولت أن تأخذ المتحدث إلى جانب المواساة، في محاولة لا تنجح مع نفس (مسحوقة)، حد كأنك تطلق نداءك في صحراء.

* هكذا كنت، وأنا أستمع إلى حديث أب (موجوع) على فلذة كبده طفل (التوحد)، حيث حديث عن معاناة أتت على كل شيء في نفسية ذلك الأب، وهو يُصارع أمواجًا عاتية من (التهميش)، والبحث هنا وهناك عما يُقنع (أبوته)، وأنه لم يُقصر مع ابنه المريض بشيء.

* فمع راتبه المحدود، ووضعه المادي الصعب، لا يزال يُكابد عناء (بيروقراطية) المكاتب، ونفسيات عينة موظفين يواجهونه بردود على مراجعاته تزيد من معاناته، حتى مع كونه ليس له بعد الله إلا (خليك في الدور)، ومع كل ذلك تجده يتكبد عناء السفر (على حسابه)، ممسكًا بيد ابنه، وكله أمل في أن يُمسك يومًا ما بما يعينه على رفع معاناته.

* حيث لا أولوية لأطفال (التوحد)، ولا مراكز كافية تستوعبهم، وتخفف عن كاهل الآباء، والأمهات، معاناة بقدر ما توجعهم إلا أنهم أبدًا لا ينسون (حمد الله) على كل ذلك، في وقت يواصلون البحث عما يُساعدهم في دمج أبناءهم مع من حولهم، وهي جهود قد تجد في المدن الرئيسة معطيات نجاحها، ولكنها في (الباحة)، وغيرها صعب حد: المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار.

* وهذا يضعنا أمام مسؤولية أن يجد طفل (التوحد) العناية اللازمة صحيًا، وتعليميًا، واجتماعيًا بل وحتى دعمًا ماديًا، فأسرهم مع ضيق ذات اليد تُعاني، ومما تعانيه كما هو حديث ذلك الأب الموجوع أن تحمل ما يزيد عن 12 ألفًا قيمة تذاكر فقط، في رحلات بحث عما لا يتوفر لابنه في الباحة، وما يُقال عن الباحة يُقال عن غيرها، وفي الاستماع إلى معاناة تلك الأسر ما يُجلي الصورة التي تقاوم كل (الفلاتر).

* بعد كل ما سبق، للأمانة لا أجد ما أضيفه، حيث إن كلمات ذلك الأب لا تزال تهز جذع الحرف حزنًا على حاله سيما وأنني أعرف حاله، إلا أنني في المقابل أرى في معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي ذلك المسؤول المتجاوب، بأن يُولي الباحة، وأمثالها عنايته، وبما يُعين أسر أطفال (التوحد)، ومن في حكمهم من أطفال ذوي الهمم، والتربية الخاصة، وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store